الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / بعيداً عن هذا الخراب/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

بعيداً عن هذا الخراب/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

بعيداً عن هذا الخراب/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

___________________

 

يا البحرُ

يا المسافرةُ فيهِ

يا الهاويةُ

التي لا تملكُ منَ الرسمِ

إلا مهارةَ التصويرِ والتصوُّرِ ..

وثِّقيهِ حبراً على ورقٍ ..

أزرقَ كما سماءٍ حالمةٍ

صافياً كرسالةِ صوفيٍٍّ غارقٍ في توبتِهِ

متلاطماً كصوتٍ حرٍّ

خرجَ عن اللحنِ ونادى :

يا لطيف ..

أنظري إليهِ ..

إلى دهشةِ السلامِ

أنظري أبعدَ ما قد

تسافرُ الفكرةُ

في خيالِ عاشقةٍ

حتى يغدوَ وميضاً بين جفنيك ِ

هناكَ حيثُ التخيّلُ الأعمقُ

بين ضبابيةِ اللا مرئي

والمرئي ، حيثُ يمنحانَكِ الدليل ..

أنظري بعينِ الظمآنِ إلى لونِ مقلتيهِ

لا تخجلي ..

عينانِ غريبتانِ ..شاردتانِ .. غائرتان

أين هما الآن ؟!

أناديكِ بكلِّ شقاءِ العمر ..

يا عطرَ الهالِ في ركوةِ المساء

يا نديمَ حكايا التعب ..

بعيدٌ في بلاد الله

تحملُ عكّازَ اغترابِكَ وتحمّلُني عنكَ

لهاثَ المسافةِ المرِّ ..

لا شيءَ بيننا الآنَ إلا صوتُ الرحيلِ

يثرثرُ بلا هدايةٍ خلفَ ظهرِ البلادِ

يغمضُ نصفَ عينٍ بمكرٍ وينقلُ وشايةَ انجذابِنا

نحو أيِّ مكانٍ

بعيداً عن هذا الخرابِ ..

لا شيءَ إلا التّيهُ بيننا

يروحُ .. يجيءُ بينَ اللغاتِ

ويجمعُ ما قد تناثرَ عليكَ

من ورقِ خريفٍ وقصاصاتٍ باهتةٍ

لبطاقتِكَ الشخصيةِ ..

هل أصبحتَ الآنَ بلا هوية ..؟!

أما زلتَ تحفظُ حروفَ الأبجدية ؟!

وكيفَ تنسى الشعرَ ولعنةَ الريحِ !

لا شيءَ معي ..

إلا دويُّ عمرٍ قد يجيءُ

وصحيفةٌ تركتْها سيدةٌ على رصيفِ الموجِ

حين كانت تراقبُ أخبارَ النعواتِ والمفقودينَ والجرحى

لتكملَ بالأرقامِ وشمَ يديها

لتحفرَ وجهَ عزيزٍ مرسومٍ في مقلتيها ..

لا شيء بيننا إلا حالُ البلادِ ..تخيّلْ

كم من العبراتِ في الذكرِ تفوحُ ..تروحُ

وتأتي إليَّ ذاوية .. !

لو تعلمُ كم من الأحاديثِ خبأتُها للماءِ

فيما الماءُ لا يقرأُ ولا تحرّكُ موجَهُ

أعاصيرُ العواطفِ البائدة ..

فيا ماءُ بكل خصوبةِ معناكَ .. قل لهُ

يا ماءُ لو تحدثُهُ عن أنوثةِ المطرِ ..

عن همهمةِ سحابةٍ مسافرةٍ في سماءِ المجهولِ

عن شفافيةِ الندى على ثغرِ زهرةٍ متوجسةٍ

وسأحدثُكَ عن تاريخٍ عريقٍ من هزائمِ هذه البلاد ..

عن كذبِ الأجدادِ الحلو ..

عن وَلَهٍ أزليٍّ لترابٍ أسمرَ ..

صبغتْهُ الدماءُ وزوّرَ معناهُ الجناةُ ..

عن المسافرينَ وأنينِهم فوق الوسائدِ

عن مرضِهم فوق الشراشفِ البيضاءِ وعودتهم بالأكفانِ

عن الذينَ غرقوا وفي عيونِهم يلمعُ حلمُ السفر ..

عن السفنِ التائهةِ في بحرٍ غريبٍ

عن زهرةٍ بيضاءَ نامت مكفنةً تحتَ الثلجِ

عن مرايا السماءِ فوقَ سحرِ أزرقهِ

حينَ كنا نوارسَ نغطُّ ونرتفعُ ونفارقُ

وفي شهقةِ الروحِ ألفُ حنينٍ

لا شيء معي إلا قيحُ نسيانِكَ

وصوتٌ بدويٌ ما زالَ يرنُّ

خلفَ أبوابِ السؤالِ

ويأتي صداهُ خجولاً ..خجولاً

كنداءٍ أخيرٍ على مسافرٍ

ملَّ انتظارَهُ فغفى على زندهِ

قبلَ أن تبحرَ أمامَهُ آخرُ سفينة ..

عن Joody atasii

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman