غيمة وتراب/ بقلم: مريم الأحمد

غيمة وتراب/ بقلم: مريم الأحمد

ـــــــــــــــــ

لم تتزوج صديقتي

فهي تكره أن تجهز الغذاء كل يوم

لرجل غريب!

يطلب المزيد من الفلفل، الكثير من الملح، القليل من الحشمة و الكثير الكثير من الدسم..

..

تكره صديقتي أن يتوسد ذراعيها رأس أصلع دائري يشخر كقطار بلا وقود..

أو يحبس إصبعها بقطعة ذهب مدوّرة و يحبس أنفاسها في قطرميز المخلل..

قلت لها.. ربما يصبح لك صديقاَ.. رقيقاً أنيساً..

الحياة تحلو مع رفيق و حبيب..!

بكتْ..

قالت… لا.. لا!

أنا لن أمضي أيامي بمريول الطبخ.. منتفخة العينين، منتفخة البطن..

لن أعرف كيف أكون أماً أو زوجة..

سأفسد الأمور..

سيفور الحليب.. ستحترق الطبخة.. سأكسر زجاج الحب..

سأمسح دموعي بخرقة تنظيف الفرن..

سأفرم أصابعي مع البقدونس..

سيكون شعري منفوشاً في الصباح..

رائحة يديّ بصل، رائحة ثيابي بطاطا مقلية..

سيترهل بطني.. سيتجعد وجهي..

لن أتذكر وصفات أمي و لا نصائح أبي..

سأشتمه إذا شتمني سأهجره إذا ضربني..

سأهرب من البيت إذا خانني..

و ربما أدسّ له السم في كأس الشاي..

لن أتحمل أن يأتي متأخراً إلى المنزل..

أو ينفخ في وجهي و يتعوذ من الشيطان..

ربما لن أستطيع احتضانه..

و ربما لن أنجب أطفالاً، و سأحرق قلبي…

ربما لن أستطيع تنظيف مغسلة الحمام.. أو تلميع الأحذية.. لن أقدر على تلميع صورتنا معاً..

ربما سأدلق القهوة على الضيوف.. و أرتجف حين أقطع الكيك..

…

 

أخاف.. أخاف..

و سأهرب دوماً بفستان العرس..

سأترك المعازيم فاغري الفم..

و أركض بالبراري…

..

يا صديقتي..

صدقيني.. الأمر بسيط.. جداً..

لقد سبحتِ كثيراَ في المخاوف و الهواجس. ..

الحياة مع رفيقٍ لك حلوة..

كونا صديقين..

كونا مرآة و انعكاس

غيمة و تراب

كونا حبيبين.

كونا حبيبين… سعيدين.