الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / قديسُُ في بيتنا/ بقلم: مرام عطية

قديسُُ في بيتنا/ بقلم: مرام عطية

قديسُُ في بيتنا/ بقلم: مرام عطية

______________

للشوقِ ورودٌ وأشواكٌ ، عبقُ تدانٍ و قزحُ ذكرياتٌ ، فإياكَ أن تتجاهلَ رسائل الحنينِ ياولدي ، أو تذريَ سنابلَ الودادِ للرياحِ .

اليوم دعاني الشَّوقُ لنخلةِ بيتنا الوارفةِ فاعتذرتُ من جامعتي وأولادي .. من أشغالي المتراكمةُ ، وشاشتي الزرقاءِ ،و أسرعتُ إلى قديسٍ حميمٍ ضعفتْ قواه وغارتْ عيناهُ في أخاديدِ الشيخوخةِ، ينتظرني في بيتنا الدافئ قديسٍ أفنى ربيعَ شبابهِ في رعايتي طفلةً مع أمِّي الحبيبةِ حتى اشتدَّ عودي ، قويتْ جناحاي و أتقنتُ فنَّ الطيرانِ

جئتُ ومعي الكثيرُ من فاكهةِ القلبِ و القليلُ من خبزِ العقلِ إلى وطني الأولِ وسريرِ مهدي

حيثُ كانت سحبُ أخوتي تمطرُ هُ زيتوناً ولوزاً ، وصلواتُ الشكرِ والعرفان التي تقيمها شقيقاتي الحبيباتُ كلَّ صباحٍ على شرفاته الواسعةِ تزرعُ ثراهُ الغالي حبقاً ونقاءً

أبي ، أيُّ نهرٍ يتدفقُ في صدري ! حين يجفُّ ضرعُ الحياةِ وأيُّ نخلةٍ كريمةٍ ! أعودُ إليها حين ينكرني البشرُ ، أو حين يكسرُ أغصاني الرقيقةَ بلا رحمةٍ الزمانُ

سقاكَ الله الصحةَ والهناءَ أبي ، يانهراً من الحبِّ مازالَ يجمعنا بحنانه كطوقٍ من لؤلؤٍ على جيدِ حسناءَ

ابتسمْ أبي ، فحين يفترُّ ثغركَ ينتهي الموتُ، وإذ تهمسُ عيناك يشرقُ ألفُ فجرٍ ، يضحكُ الكونُ، ويطلقُ العمرُ سنونواتِ الفرح .

—————

مرام عطية

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman