الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / قراءة في نص “منفى داخل منفى” للكاتبة سلوى اسماعيل / بقلم: القيس هشام

قراءة في نص “منفى داخل منفى” للكاتبة سلوى اسماعيل / بقلم: القيس هشام

قراءة في نص “منفى داخل منفى” للكاتبة سلوى اسماعيل

بقلم: القيس هشام

ــــــــــــ

قراءة تحليلية أولية لنص الأديبة الياسمينية الوارفة سلوى اسماعيل

( منفى داخل منفى ) ..،

 

منفى داخل منفى

………

عارِ ..

حافيَ القدمين

يجوب المنافي

قلبي

دثرته بأسمال

خوفاً عليه

من أميّة عيون

أمّة أقرأ

آخر شجرة

سندت ظهره

حلّقت مع سرب عابر

حتى الأشجار تخون أحياناً

 

منفى داخل منفى

الفراغ أحجية القلب

تنزع قطعة

تملأ الفراغ الأكثر وجعا

لتبقى البرودة

تتغلغل

تتمدد

تتناسل .. تتكاثر

و يبقى الجزء الأكبر

يرتعش من الخواء

لاشيء يرمم الصدع

تباعدت ضفتاه

هربت كل المراكب

تاركة أسماك الوحدة

فريسة للطين

ألم نخلق من طين

و في أحسن تقويم

و يحيي العظام وهي رميم

سينهار الكل

و يبقى الصدع

فاتحاً فمه

ليبتلعنا أكثر فأكثر

سلوى اسماعيل / سوريا

………………………………………..

 

القراءة: 

” منفى داخل منفى ”

عنوان مثير حادي للدهش ….

….. متعدد الحلول في رهن بجوف رهن في ديمومة معاقرة الحاضر للنفي داخل منفى الذات …

…….. في تجسيد يغير ماهية المكان ـ منفى ـ لمؤنسن رهين محبسة أو مفازة للنفي ليصبح الموصوف المكاني المعني باحتواء المراد نفيهم أيضا يعاقر النفي في دلالة على التيه التام في تصوير بديع …..

… مع وضع تورية بلفظ ” أمَة ” مع وضع علامة الاعراب على ” مـَ ” لتصبح بمعنى جارية أو أمرأة مملوكة في حضور يجمع ما بين الأُمّة كجماعة من البشر في التحاف تام عبر ما يجمعهم من موروثات اجتماعية وثقافية وبين تلك الحواء التي تعاني قهر العبودية …..

….. في تورية تجمع ضياع الآُمّة بين الأمم وما تركه الموروث في الضمير الجمعي من صك عبودية مازال يحيط بالمرأة في الكثير من المجتمعات في إقرار بعبودية الرؤى وإن ذهبت عبودية القيود في بديع لغوي عبر اقترانها بلفظ

” اقرأ ” في إسقاط على ما في شريعتنا السمحة من تكريم لحواء وما نجده من جحود وارتداد في أرض الواقع …..

…… في انزياح مستتر صنعه الرمز ما بين الضيم المجتمعي وبين السماحة الدينية ……..

…… ما بين العبودية وبين الحرية …….

….. ثم ختام مدهش ورمزية الـ ” الأسماك ” هنا يحب أن نتوقف أمام ما يتركه هذا اللفظ فالأسماك طعام شهي وفي منظورنا الجمعي هي رمز للخير وفي تفسير الأحلام هي رمز للرزق والرغد اذا هي مستقبل أو حاضر يحمل السعادة …..

….. من هنا ومن هذا التأويل مع رمزية ” المراكب ” التي تعني السعي في دروب الحياة برمزية البحر المستتر في التعبير اللغوي هنا والذي يعني كون بما فيه من اتساع وتلك المراكب التي ما هي إلا رمزية للمارين به …….

….. من كل هذا يصبح التعبير والتصوير المشهدي مركب ومتشابك ليتحول المشهد بالكامل لمعية حلم في ماهية وأد مع مثول لفظ ” طين ” الذي يعني البشر في تناص وقصة الخلق من قربان الأرض الأول ..

……. مع حلول لفظ ” فريسة ” الذي يحول هذه الأحلام لفريسة تقتنص في إسقاط على تلك المكابدة مع هذا المجتمع الظالم الذي لم ينسى حفرة الوأد القديم وحولها إلى اخدود زمكاني مظلم تُدفن به الرؤى والأحلام والأماني عنوة ……

…….. النص يحمل العديد من الصور القوية والتناصات المستترة التي تمنح الرؤية هذا التحليق المبهر …

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman