الرئيسية / إبداعات / مجنونة… / بقلم: مسعود الشرعبي

مجنونة… / بقلم: مسعود الشرعبي

مجنونة… 

بقلم: مسعود الشرعبي

ــــــــــــــ

وتعود من داء الشتاء كقطرة

لغسيلِ إثمِ طقوسِها المُغْبَرَّةْ

وتعود من عقم السراب بمولدٍ

،من ألف قفرٍ عاقرٍ ، ومعرَّةْ

في مستهل الحبِّ حال بزوغها

في ناظريْ قمراً جليَّ الغُرَّةْ

الساعة الأولى تساقط كرةً

عند احتدام الشوق تلو الكَرَّة

عزف الحنين قصائدي فتوسمت

باللين ؛ إذ هي أغرقت بالكبرة

لثقافة المعنى ال يطببُ تقتفي

حينا وحينا بالعتاب مُكرَّة

تتكدس الأحزان من شهقاتها

في خافقي كصدًى لأعمق زفرة

وتقول لي عند انحسار ظلالها

عن حبها : قلها لآخر مرَّة

وأحسُّ من طلب الوئام بأنها

دون احتمال بالشعور مُقرَّة

فشعورها الحرباء كل دقيقةٍ

يأتي بضغثٍ آخرٍ في صرَّةْ

يأتي بمؤنسةٍ قبيل تخوفٍ

يأتي بفاجعةٍ بعيد مسرَّةْ

وهميةٌ فالوهمُ أصبح ديدناً

للعابثين ، ومسرحاً للسَّمرةْ

وجهٌ ضبابيٌّ ، وقصدٌ غائرٌ

يهوى ارتماءً عند كل مضرَّة

بزفاف أعراس الغبار إذا أتت

تأتي بلونٍ بالغٍ في النُّدْرَةْ

كمباسم الأطيار حال بكورها

تشدو وفي فمها توحش قفرة

حتى إذا نطقت تضارب نطقها

في كل حرف منه وخزة إبرة

وكأنما صمت الهزيع يعود لي

في قيظ أيام الجفاف كجمرة

يتشَّبع الوجعُ المكدَّسُ داخلي

بنكاية المنفى ، وحر الهجرة

فوق الجراح الحمر نظرة وامقٍ

أواه ما أحلى سهامَ النَّظرَة

كل المرائر بعد ذلك لم تعد

عندي إذا تحلو لها بالمُرَّةْ

كل الأماني كالسراب تبخرت

كالناسك المضنى بحلم الجرَّة

اللغزُ أن الحب أصبح فكرة

حسب المزاج تصاغ أية فكرة؟

أفكارها بحروبها ، وبسلمها

مثل الدماء مشوبة بالحمرة

بعضُ الجنونِ تصنعٌ وإذا بها

مجنونة هي هكذا بالفطرة

هي لا ترى شيئا يقود لسعدها

وترى بدنيا البؤسِ حتى الذرَّة

ما لا يُرى بالعينِ حال تأملٍ

يمسي بعينيها كحجم مجرَّة

غاياتها مرفوعة لصدودها

ولوصلها مجرورة بالكسرة

أعذارها ألوانها قزحية

في كل لونٍ نهدتين ، وعَبْرَة

ووعودها طبقا كما أعذارها

مسودّةٌ ،مبيضّةٌ ، مصفرّةْ

تهوى الوصال لأنها مضطرةٌ

ترجو الغياب لأنها مضطرَّةْ

عبث الغرور ببأسها ؛ فتقهقرت

وتلحفت بالعجز رغم القدرة

ما عاشقٌ من حال دون وصاله

حذر المواجع أو لحاق الحَسرةْ

ما عاشقٌ من خاف غدر حبيبه

واحتاط منه لقلة ، أو كثْرَةْ

لو خطط العشاق بغية عشقهم

يأبى سهيلي غير حب الزُّهرةْ

يا قاصداً من قهر صبِّك شهرةً

وجع الأسى الأدهى وليد الشُّهرةْ

فلتقبلي التهجير دون دراية

ولترفضي الترحيب كونك حُرَّةْ

مسعود الشرعبي

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman