الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / مخيف مسائي/ بقلم: بسما أمير

مخيف مسائي/ بقلم: بسما أمير

مخيف مسائي/ بقلم: بسما أمير

ــــــــــــــ

مخيفٌ مسائي

حين يأتيني وحيداً

لا أهلَ في ذمته ولا أصدقاء

تهتزُ الوحشة في رِئتي

وأغرقُ في جسدي المبلل بالشّحوب

كان عليّ أن أشبه وجهي

أن أفتح بابي لملامحي كي لا يختنق الهواء

في زحمة أنفاسي

أين عيناي الآن ؟

نسيتُهما عالقتين على زجاج نافذة

تشيّعان أخرَ الأغاني

وأين صوتي ؟

ابتلعتُه أغنيةٌ عابرة

لا شيءَ في خارجي

ينجدُني

قبوري سكنتها بداياتٌ

جعلت أقدامَ صدري تطاردني

وكأرقامِ المدنِ المغدورة في حرب تبعثرُني

إنّها رائحةُ الخيانةِ

في كعب مكاني

أنا الآن كألف امرأة منكوبة

ألملم أجزائي من طوابيرِ الجوع

والصداع

لن تجدوا في عرض بلادي

ممسحةً للحزنِ كقلبي

ذئابُ الأماكن منذ بدءِ الخليقةِ دون ضجيجٍ

تأكلُنا وتشبع

فلِمَ لا يضيق ثوبي ويعضّني حذائي

وأشيخ

أنا وليلي نشيخ معاً

نستطيل ونكبر كأنهار الخرائط

ومثلها تماما

نتدفق عجزاً وجفافاً

نمزّق ببرودةٍ وصمتٍ حدودَ الزمن

ونمسحُ ذاكرةً أرهقتنا

كنت أظنّ أنّ قصائدَ الحبّ وجهُ وطني

وجسدَه القصيدة

أين وجهُ بلادي منّي الآن ؟ وأين القصيدة

كثيرةٌ أنا بهذا الضّياع في ملامحِ أهلي

فكم ليل بهيم في بلادي

يشبهني في وحشته ؟!

وكم أهل لي في ذمته وأصدقاء

نتقاسم برد الأيّام وننام على ألم الرغيف

متى نرمي أعوام العزلة في بئر سحيقة

ونسترخي أنا وأنت

والتراب والشجر

وعلى أكتافنا نحملُ شمسنا

وهذا النهر الكبير.

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman