الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / مُنهَكٌ أنا…/ بقلم: نورس الصالح

مُنهَكٌ أنا…/ بقلم: نورس الصالح

مُنهَكٌ أنا…/ بقلم: نورس الصالح

ــــــــــــــ

مُنهَكٌ أنا..

كـ طفلٍ نطقَ أوّلَ كلماتِهِ أمي

فتركَتهُ وماتت..

كـ شجرةِ صَبّارٍ جانبَ بئرٍ جفَّ في الصَّحراء

و مازالت تنتظرُ المطر..

مُنهَكٌ أنا

كـ الشَّمسِ المُجبرةِ على عملِها اليومي و لم تَمل..

كـ الفراغِ فهو سَجّاني و ربّما حارسي الشّخصي..

كـ مدينةٍ موبوءةٍ تتلمّسُ جسدي و قلبي وقد ملَّتِ الموت

مُنهَكٌ أنا

كـ ضرعِ شاةٍ يُحلَبُ كلَّ يومٍ مرتين

كـ حُلمِ فتاةٍ أحبّت أحدَهم وتزوجت آخر لترضيَ صلةَ الرّحم وتقطعَ صلةَ القلب..

مُنهكٌ أنا

كـ فرسٍ جلمودٍ لا يكرُّ ولا يفرّ

أنا الصّمتُ في حضرةِ الضجيج

وأنا سبيلُ الماءِ في سوقٍ شعبيٍّ قديم

مُنهكٌ كـ بلادي

التي احترقَ قمحُها وأُسرفَت ماؤها وجاع أبناؤها وانحرفَ جيلٌ كاملٌ بها

تائهٌ أنا

كـ نقطةٍ بيضاءَ في عينِ الكَونِ الأسود

صامتٌ أنا..

وصمتي يصدَحُ في صدري كصوتِ الكلابِ في ليالي الصّيف الريفيّ

كُلُّ شيءٍ مُوجعٌ

المسافةُ بيني وبينَ اللّه..

لونُ السّماءِ الأسودِ في الظّلام..

الكونُ الذي يحملُ الحُلم..

أصابعي الخائنة..

هروبي..

صمودي..

كَذبي وكبريائي..

حروفَ كتاباتي..

كُلُّها توجِع

مُنهكٌ أنا كالقيامةِ

لأنَّها مثلي سَئمتْ الانتظار

ومازلنا نجهلُ متى

سيأتي دورُنا لنَقوم ..

نورس_الصالح

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman