الرئيسية / إبداعات / وصايا العاشق /نمر السعدي

وصايا العاشق /نمر السعدي

 

وصايا العاشق

(4)

ضوءُ فراشةٍ ينسابُ من قدميكِ

أو من منجمِ الذهَبِ المعتَّقِ واشتباهِ الشمسِ

هذا مهرجانُ الزنجبيلِ إذن

وعرسٌ للندى الصيفيِّ ..

نومُكِ ماءُ صلصالي ونومي سروةٌ وحمامتانِ صغيرتانِ

تربِّيانِ بنفسجاً في ظلِّ تمثالٍ

فلا أدري بماذا كنتُ أحلمُ

كانَ قلبي في حوافِ الأرضِ بحريَّاً وليليَّاً

ويُشبهُ مرَّةً فزَّاعةً سوداءَ أو قمراً هلاميَّاً تخثَّرَ.. مرَّةً أخرى

(5)

بماذا كنتُ أحلمُ؟

آهِ لا أدري…

بغيركِ لستُ أحلمُ ربَّما

ويصيبني ضجرٌ من المدنِ الحديثةِ والبحارِ

يصيبني مطَرٌ خفيفٌ منكِ..

(6)

أيُّ فراشةٍ حجريَّةٍ حطَّت على عينيَّ

فانشقَّ النهارُ كزهرةٍ بريَّةٍ بيضاءَ

تحرسُ نومَ أنكيدو من الدمعِ المنافقِ

في مرايا نسوةٍ كسَّرنَ في دمهِ وصايا الملحِ

كُنَّ على طريقِ الغيمِ والريحِ العقيمِ معاً؟

وكنتِ دليلتي الأولى

وكانَ يدورُ حولَ ظلامهِ أو بئرهِ شمشونُ

يصرخُ صامتاً في الليلِ صرخةَ من يموتُ

تقصَّفتْ كفَّاهُ وهو يدُقُّ صخرَ البرزخِ العاليِ..

(7)

وقلتِ وأنتِ من وجَعِ الغناءِ

تكفكفينَ الطيرَ عن عينيَّ:

كيفَ تسيرُ في المعنى..

تهشُّ على الصدى الخاوي بغيرِ عصاكَ؟

كيفَ تكونُ بكَّاءً وأنتَ من الأثيريِّينَ؟

كيفَ تكونُ مشَّاءً ولمْ تبرَحْكَ دارتُكَ

التي أقوَتْ على الأحلامِ؟

دَعْكِ الآنَ من هذا الهباءِ

فلونُ أقواسِ الغروبِ يزيدُني حزناً بلا سَبَبٍ

(8)

أفكِّرُ بالفتاةِ الأجنبيَّةِ حينَ فاهَتْ بالشهادةِ

وهيَ تسلمُ قلبَها لنصاعةٍ في الغيمِ والمنديلِ

أو في زهرَةٍ الصُبَّارِ

كنتِ شبيهةً فيما أُحبُّ لها(لتلكَ الأجنبيَّةِ)

نخلةً وقرينةً لسمائها الأنثى

فيا لغتي استعيديني من الأنهارِ

أو من جُبِّ أورفيوسَ

كيْ أصفَ اختلاجي مرَّةً

أو أقصصَ الرؤيا على أحدٍ سوايَ

فلا يصدِّقُ ما جنَتهُ يدايَ من طَلْعِ الغبارِ

(9)

لمنْ إذنْ سأرتِّبُ الفوضى

بذوقِ أميرةٍ شرقيَّةٍ حسناءَ

تنحتُ رفرفاتِ الطائرِ الملتاعِ من فمها

ومن غيمِ القصائدِ؟

كيفَ أرسمُ قوسَ أسرابِ السنونو

في حنايا الأرضِ لا في الأفقِ

وهيَ تعودُ من أقصى الشتاءِ إليَّ؟

(10)

كيفَ يشيلُ شمسَ المريماتِ فمي

لكيْ تحمي شفاهي عندَ بابِ الليلِ؟

كانَ الليلُ جلَّاداً بلا قلبٍ ولا آذانَ

ينبحُ أنَّ خمرتهُ التي امتزَجتْ بأنهارِ الدماءِ

تحدَّرَتْ من حكمةٍ سوداءَ صالحةٍ لأنسنةِ الضباعِ…

لمن إذنْ سأهذِّبُ الايقاعَ في المعنى

ومن سأحبُّ بعدَ تقهقرِ الطوفانِ؟

نمر السعدي

 

عن wahaalfikir

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كتاب جديد التشكيل الاستعاري في شعر أديب كمال الدين  

  كتاب جديد التشكيل الاستعاري في شعر أديب كمال الدين   عن منشورات ...

لقاء مع الشاعر الحروفي أديب كمال الدين حاوره علي جبار عطية

    الشاعر الحروفي أديب كمال الدين في حوار خاص : * ...

تهديم التابوات قراءة في رواية ( تحت التنقيح ) أحمد طه حاجو

التنقيح هو تشذيب وتعديل ومراجعة للنص الأدبي كي يخرج بصورته النهائية والتي ...

جِلْنَارُ الموَاسِمِ/ كريمة نور عيساوي

  جِلْنَارُ الموَاسِمِ فيِ هَذا المسَاءِ اللاَّزُورْدِيِّ… وَأَمامَ الشَّارعِ، المُقابِلِ لِناصِيَةِ الحُلْمِ… ...

من وصايا العاشق / نمر سعدي

  من وصايا العاشق موسيقا تقطِّرُ لي هواءً عمرُهُ عمرُ النجومِ تنفَّستهُ ...

انتخاب الصورة الواقعية وقصدية الاشتغال على منطقة التحريض في قصيدة * السماءُ لمْ تَزل زرقاء * للشاعر العراقي شلال عنوز   سعدي عبد الكريم / ناقد وسينارست   *دراسة نقدية*  

  انتخاب الصورة الواقعية وقصدية الاشتغال على منطقة التحريض في قصيدة * ...

صهيل من فلوات الأرواح: عندما يصبح الشعر رسولا للإنسانية

  صهيل من فلوات الأرواح: عندما يصبح الشعر  رسولا للإنسانية   إن ...

تشمر عن ذراعيها لزرع شتول الرحمة وعلم الجمال/ فوزي محيدلي

    *تشمر عن ذراعيها لزرع شتول الرحمة وعلم الجمال* هي بطيبة ...

واحة الفكر Mêrga raman