الرئيسية / إبداعات / ويستقلُّ ضُلوعي/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

ويستقلُّ ضُلوعي/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

ويستقلُّ ضُلوعي/ بقلم: ميرفت أبو حمزة

_______________

بصفاءِ فكرةٍ تحكُّ

رأسَ طفلةٍ صغيرةٍ

يهدهدها النعاسُ

فتصحو وتركضُ نحوها

كفراشةٍ كُلَّما همى في النارِ

ضوؤها الورديُّ

برهافةِ الغيمِ النديِّ

فوقَ سفحٍ قاحلٍ

باغتَهُ البلوغُ تحت الشمسِ

ليرتبَ سيرةَ الشبَقِ المؤلَّهِ

بين نزواته والفصولِ الهائمة

أمام مواسمِ الماءِ الخجولةِ

برشاقةِ الغزلانِ

حين تأخذها عبثيَّةُ الركضِ

في غابةٍ بيضاءَ روضُها الثلجُ

لتهيمَ حرةً بما يترقرقُ

من عذريةِ الرؤى

نحو الجدولِ الكبيرِ

يستقلُّ المرضُ ضلوعي التَّعْبى

ويستبدُّ بها

ليقيمَ تحتَ سماءِ روحي

مراسمَ العناءِ

مزهواً بما احتطبه التعبُ فيَّ

وبما تيبَّسَ في سنينِ العمرِ الجائرة

حراً بما ينسابُ من شرايينٍ نفرت

فوق جلدي

حراً بما ينسابُ من عرقِ جبيني

ومن عينَيَّ الواجمتين

حين لا أحضنُ طفلي

يلقي تعاويذَ الشقاءِ على جسدي

فيستجيبُ ..

يتلقفُ الرجفانَ

رجْعُ حرارةٍ من تمتمته الأولى

إلى أن يستبدَّ بكل مفاصلِ الكلامِ

فيأخذُني بهدوئه الأزليِّ

كجثةٍ وينبشُ فوق هامتي

المواجعَ ..

ثم يدركُ أنَّ الخسارةَ تجمعنا

فيعيدُني لمسرحِ الحياةِ

منطوياً بين الخلايا

ثم كمَنْ عادت إليه الذاكرةُ فجأةً

يعود بقوةٍ ليأخذَني تحتَ ظلاله

أوراقَ خريفٍ متناثرةً

تستقلُّ الريحَ في هذيانها

ليذيقَني طعمَ المرارِ ..

طعماً اعتدتهُ

كما اعتادته شعوبُ الصبرِ

إذا انتظرَتْ فكَّ حصارٍ لا يجيءُ

على عتباتِ حياةٍ نافقةٍ

كأنّهُ ، وهو الذي لا بابَ يوصَدُ بوجهه

لا يتقنُ آدابَ الدخولِ من الأبواب

بل يجيءُ ويخرجُ كاللصوصِ

تاركاً فوضاهُ في ملامحي

على مساحةِ جسدي

وعطرَهُ المشبوهَ في مسامّي

المرضُ رفيقُنا الشرعيُّ

في أزايةِ الأحكامِ

وخلاصةِ الحكمةِ الإلهيةِ ..

ترتيبٌ يسحبُنا نحو الربِّ

لنتقنَ أمامَهُ الخشوعَ

وهو المرئيُّ في إغماضةِ الجفنِ

رغمَ انسدالِ العتمِ

وارتدادِ صوتِ الذاكرةِ

بصفاءِ فكرةٍ

برَهافةِ الغيمِ النديِّ

برشاقةِ الغزلانِ

يستقلُّ المرضُ ضلوعيَ التّعبى

حراً بما ينسابُ

يلقي تعاويذَ الشقاءِ

فيأخذُني بهدوئه الأزليِّ

للنهايةِ …

ميرفت أبو حمزة

من ديوان ” كنتُ أرى”

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman