الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / أَأَنْتَ عراقيّ! فَأسمَع صَوُّتي/ بقلم: فاضل البياتي

أَأَنْتَ عراقيّ! فَأسمَع صَوُّتي/ بقلم: فاضل البياتي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أَأَنْتَ عراقيّ! فَأسمَع صَوُّتي/ بقلم: فاضل البياتي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* إلى كُلِ أبناءِ وطني العراقيين الرائعين”

 

1

بِـكَـفي اليُمنى أَمسِكُ روحي وغثياني وأنِـيني   

بِـكَـفي اليُسرى حَـيثُ القَـلب، أَمسِكُ وَطَني ويَقِـيني.

2

خُذ من كَـفِّي ألأيسَـر حَيثُ القَـلب وحَيثُ بَلَـدي الحُلوُ، خُـذ حَفنَة تُرب

أَنْهِـضّ مِنها شَعباً حَيّاً ما مات.

إِنْهَضّهم واحداً بَعدَ الآخر، عراقيٌ بَعدَ الآخر… عاشوا مُحال.

لا تَتَأمل في الاسم أو الشكل

أو العنوان..

يَكفي إِنَّـهُ عراقيٌ كانَ ومازال.

3

مِـن مَحضِ خَيالِ الشعرِ

ومِـن جيناتِ تُربَة وطني

ألمُرتُوية بالأرواحِ الطاهِرَةِ ألمَهدورةِ رَخيصاً..

أَصوغُ حُروفاً كَما الذَهبِ والعَسْجَد

لِشَعبِ الحُبِ والقُرآن

و”كنزاربا” المعمدان

والإنجيلِ والإيمانِ، والمَسجِد والمَعبَد.

أبحَثُ عَنكم..

فأبصركُم

في كلِ مكانٍ وزمان..

لَستُ بِحَيّـرة مِن أَمري

في أن أنتَخِبَ مِن بَينِ رُفاتِ المَدفونيّن

في النَجفِ ألأشرف.

أو البصرة أو الأنبار وحِصار وخَرابِ الموصلِ والحَدباء.

أو حاج عمران أو سامراء

فَمُنذُ قُرونٍ جَعَلوا أرض بلادي مِنَ المَقابِرِ مُتحف.

لا فرق هُناك بَينَ القَتلى المَغدورِ بِهِم قَديمَاً في بابل

أو آشور أو سومر..

أو الأحياء الآن..

فَخُذ حَفنة تُرب، خُذ حَفنَةُ ذَهَبٍ في كَفِّك

وأصغي لِصوتِ من ماتَ أَبيَّاً ومُكابِر ..

اسألهم عن مُتنبي قلِقٌ آخر

عن مُتمرّد ثائِر في القرنِ الثالث للهِجرة

قادَ الزنج بِثَورة، فَأتُهِموا أنَهم غَوغاء.

أسأل تُربة بَلَدي عن عُشاقٍ أَزَلِيّن

مِمن سَكنوا المَنفى أو صاروا فِداءً وقَرابين.

أو ثوارٌ مأجورين في القرنِ العشرين..

 نَسوا الفقراء

بِزقاقِ الكوفةٍ والمسيب وطويريج

في بغداد وسوق الوراقين

أو كربلاء.

اسأل عَن أيِ نَديمٍ

فَرَّ مِن وَطَنهِ مِثل سَجينٍ يَهرُبُ مِن سَجّان

اسأل عَن أيِ نَديمٍ

كُنتَ تَجدهُ في الحيدر خانة، والدوّاسة، والعشار

ومضايف أهل ألأنبار

أو الناصرية أو ميسان.

اسأل عَن أيِ نَديمٍ

إبتَلَعَتهُ وطَوَتهُ الغُربَةُ فالنِسيان

يَخنُقهُ كل مَساء كابُوس العَودَة لِلأَحضان

يُذعِرهُ أن يَفقِدَ يَوماً مَنفاه..

اسأل، فَسَتَسمعُ جواهر وجواهريٌ

وبلند والسياب وبياتي وحصيري

ومَعهم ثُلّةٌ صعدوا إلى عليين..

أو مازالوا مَرهُونيّن

في بَهوِ مَنفى الغُرباء المُنتظرين.

4

طِفلٌ من ذَهَبٍ كان..

صَبيٌّ وفتيّ

غَنّى باطمئنان

بِبراءة مِن وَحي نَبيّ.

مَواويلٌ في الشَطِ العَرَبيّ    

بزَورق عَشاري وَعِناقٌ عِشتاريّ

أو في حدائق السُليمانيةِ وهولير

وفَوقَ قِمّةِ جبلٍ في كردستان..

إِسألُ عَنكَ الآن.. 

أَين إبتَلَعَتكَ الغُربَة والهِجران…

خُذ بَعضَاً مِن أَسئِلَتي…

هل يَأتيَ يَومَاً لن تَجِدَ في كَفِكَ حَفنَةَ تُرب؟

هل يَأتيَ يَومَاً لن تَجِدَ في كَفِكَ ثَمَّةَ مُغرَم وَمُحِب؟

هل يَأتيَ يَومَاً تَتَناسَخُ في كَفَكَ حَربٌ مِن حَرب؟

هل يَأتيَ يَومَاً يَنسانا فيهِ الـرَبْ؟

شَعبٌ مَجبولُ بالصَبرِ

عانى كابوسَ الذُلِ وَبُؤْسٍ اليأس.

شَعبٌ مَلَك بِكَفّيهِ الحُلم        

شَعبٌ مَلَك الشَمس..

لَن يُخدَعَ مَراتٍ أُخرى

لَن يَرضى اليَوم

بِظُلمِ آخر من نَسلِ خَفافيش ظَلام الأمس.

بِكَفي أليُمنى أَمسِكُ وَطَني

بِكَفي أليُسرى أَمسِكُ وَطَني

بِكِلتا كَفَيَّ أَحضِنُ وأُعانقُ وَطَني .

وَدَمي وغَثَياني وأنِـيني وَحَنيني

فاضَ بهِمُـ و الكأس.

 

الشاعر والفنان والصحفي

فاضل صَبّار البياتي

 كانون الأول 2018

ألسويد. ستوكهولم

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

واحة الفكر Mêrga raman