الرئيسية / قصة / (الكيّ) … / بقلم: سناء الداوود

(الكيّ) … / بقلم: سناء الداوود

(الكيّ) …

بقلم: سناء الداوود

……………………………

كلما عبرت طرقاتي تحت أشعة الشمس الحارقة، أحيّ ألبير كامو وأقول له: صدقت، بإمكاني قتل أياً كان أمامي تحت تأثير هذه الحرارة الملتهبة.

لا يوجد في طريقي ولا حتى ظل عمود، ليس شجرة فقط.

سألغي طبخة الخضار ل بُعد السوق أنا لا أقوَ على المشي، الحذاء يقص جلد قدمي.

هموم البيت تتكوم، كومة من الغسيل هناك بحاجة للترتيب، وكومة من أفكاري، ها هنا تتخبط، مكان عمل بعيد وجو من الخصام، التجادل البيزنطي، والثأر.

لا طاقة لي لاحتمال كل هذه السلبية.

كولد صغير يهرب من ذهابه للمدرسة:(أنا متعب، يوجعني بطني، لا أحب المدرسة.).

أختي المريضة إخوتي البعيدين عن أطفالهم، أبي، وحنيني ل بيت أمي الذي لم يبق منه إلا هيكله.

لا لا. كلها بسيطة هذه الأفكار.

في الغد القليل البعد، تبدأ أوجاع مستقبل مجهول.

لا هاتف يسمع رجائي، فيرن وينطق..

ولا حتى ابتسامة كلمة ترمّم جدار القلب المتهالك.

*

من البعيد، من خلف زجاج أخرس، أراك..

ياإله الكون ما أكرمك.

كيف يمكن أن تكون هنا خلف شاشة صمّاء؟

وجهك الذي أرى نصفه المبتسم لا يفصلني عنه سوى نسمة هواء، أشتم رائحتك، ألتهم صوتك، وأحيا ثم أحيا بابتسامتك.

آه ما أجمله زهر البن منثوراً على رأسك!

قلبك يحلّق بين يديك..

أنا أبتسم، كن أكيداً أني أحيط بك، أسمعك وأمتلئ فرحاً.

*

هذا هو الكي!

آخر الدواء والملجأ الأخير ل فسحة الحياة:

أن أراك.

رؤية نقاء فرحك.

كان ومازال الكي الذي أوقف نزيف أيامي.

*

أن تتكوم ك قباب صغيرة من البنفسج

أو أن تنحني ك جفنات من إكليل الجبل المزهرة.

حيث لا أعشاب طبية تشفيك..

ولا حتى أكوام الدواء..

أنت مقسوم الظهر تعباً، همّاً…

يدان تتفسخان من الحرارة، وقدمان تلتهبان كبركان.

تلتحفك الأسلاك الشائكة لهموم الحياة ..

إنك أعمى البصر والبصيرة.

نقطة بيضاء فجأة تظهر أمامك…

كتلك التي عشتها بين موت وحياة،

لكنها تفيض الآن بألمٍ لذيذ شافٍ،

ألم أقل لك إنه الكيّ.

(أن ترى..

يعني أن تبرئ تماماً)..

*

خفيفة الجسد والروح، أعود ل ضجيج أيامي، مع دموعي الجافة، أغلق قلبي.

أفتح الباب للقادمين من عائلتي، أفرح بسلة بطاطا أرسلها لي أبي.

نحن نعيش بحزن مستمر…

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman