الرئيسية / مقالات / المأزق العربي وصفقات ترامب/ السيد الزرقاني

المأزق العربي وصفقات ترامب/ السيد الزرقاني

المأزق العربي وصفقات ترامب

 

– كانت ولازالت الولايات المتحدة هي المحرك الأساسي للسياسة الدولية عامة والعربية علي وجه الخصوص بعد غياب المشروع العربي بوفاة عبد الناصر وتفكك الاتحاد السوفيتي، من هنا كانت صفقات الرئيس الأمريكي ترامب في المنطقة هي السبيل الوحيد أمامه لتحقيق بعض طموحاته في عالم السياسة التي تعد إحدى المغامرات في حياته حتى وصل الي سدة الحكم في أكبر دولة في العالم، فهو يتعامل في السياسة بمبدأ الصفقات وجمع الأموال والسمسرة وهذا ما حدث في زيارته التي حصل فيها على أموال ضخمة من العالم العربي. خاصة المملكة العربية السعودية التي اعتبرها مغنم له وبيئة صالحة لكل أفكاره الغير طبيعية. هل يمكن أن تكون هدية القدس لإسرائيل هي الصفقة التي تنقذ ترامب من مصير محتوم يدركه كل من يعمل في الحقل السياسي إلا وهو النهاية الدرامية التي تخلص العالم من شروره.

– وبالرغم من الردود الغاضبة من هنا وهناك إلا  أن الموقف العربي والإسلامي متأزم بشكل لم يسبق له مثيل في ظل الاختلافات حول الرؤي المستقبلية للمنطقة فالبعض يريد عن عمد تغيب القطر السوري رغم تلك الانتصارات الكبيرة التي تحققت علي ارض الواقع وانكشاف المستور من الصفقات العربية مع تلك الجماعات الإرهابية والتي تخدم الكيان الصهيوني بالدرجة الاولي  والبعض يريد ايضا تغيب اليمن بموقعها الاستراتيجي المتحكم في المدخل الجنوبي للوطن العربي  وأصبح الرهان العربي علي الوجود الروسي، ولا شك أن دخول روسيا المياه الدافئة في البحر المتوسط بعد سنوات الغياب سوف يضر بالمصالح الأمريكية ويفتح كل الأبواب أمام التعاون بين روسيا والعرب، وهذا ما بدرت به مصر وتحاول ان تصنع  جبهة عربية روسية للاستفادة منها وقت الحاجة لمواجهه الطيش السياسي للرئيس الأمريكي الذي يعيش حالة من الانفصال عن الواقعية والرؤية  السليمة للأحداث خصوصا في منطقة بحجم الوطن العربي بما يمتكلة من وسائل جدية للتحكم في الحركة التغيرات الدولية  فالوجود الروسي اليوم جاء ليصنع مستقبلا مغايرا لما قد يظنه ترامب مستحيلا ، ربما يساعد هذا من الحد من تلك الصفقات التي يسعي اليها “ترامب ” او ربما يخرج الموقف العربي من أزمته الطاحنة التي استنزفت كل المخزون الاستراتيجي الذي شجع ترامب على الاصرار على العبث بمقدرات المنطقة.

 

 

 

بقلم: السيد الزرقاني

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman