الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / “ثلاثاء” لا يأتي/ علاء محمد زريفة

“ثلاثاء” لا يأتي/ علاء محمد زريفة

“ثلاثاء” لا يأتي…

 

أمي تقول:

أنجبتك لأجلها

فكن ولداً طيباً

وأسمع كلام الوالدة

-أنت صنيعةُ تلك العينين…

كلما كلّمتُ صوتها

ارتد صدّاي عليّ

كلما صعدت هوّت صخرتي

-أنت حامل هذا الشقاء العنيد

– الثلاثاء- نهارٌ باردٌ

يمشي بين خطوات الفتيات المُسرعات

يعلّق مواعيده

على معاطفهن الخفيفة

يقيس المسافةَ

بين جرحي الرطبْ

وغيمةٍ لم تمّطر

ولن..

حركةٌ بطيئة في شريان روحي

أغطي وجهي عن عيون لم ترني

أوجهُ للسماء شتيمةً ما

أتمادى أمام سخريتي

أينا القتيلُ؟

في كل واحدةٍ تمر أراكِ

كأن الزمان يدورُ حول حزام سروالكِ

أفقد توازني المنهار في خطوتكِ

أجلسُ..

أراوحُ خيبتي ومكاني

أعانق في غصون السروة

غيابكِ

وعبثْ الدقائق الجالسة بيننا

كمشهدٍ جنائزي.

يمنةً، شمالاً

أبعد من سحابةٍ تهطل

بأنفاسك السريعة

تهزُّ سرير الرغبةِ

في جسدي الغريب عني.

أعمق من إحساسي المعدومِ

-ليسَ حبّاً هذا الذي يستوقفُ رملَ النهار

في أوردتك المتخشبة.

أنادي الزمن الماضي

في شللِ ذاكرتي

وعجينةُ الوقت في يدَين

تغسلانِ شمسَ الأفق

بالبعيد المستحيلْ

– تستعجبين من دمي..

ووجهي الراقدِ على كتفيكِ

أنا وإن تجاهلتِ قتلي..

ابن أصغريكِ، قلبكِ

ولسانكِ العاجز عنْ نطقِ الألمِ السَّعيد

– أنا وإنْ شهدتُ بغيرِ إيمانيَ الصَّامتِ

بما تلفَ من قلبي وشبيهِ اسمكِ…

يعودني الصدى

كلما ضحكتْ غمازتيكِ، قال:

الغيب نجمةً وانطفأت

أُعدتُ للمجنون

ناي الحزانى

في فؤادي الشريد..

ورحيل العُذري أبداً

بين قامتكِ وظليِّ القريب

كلما تفتحتْ زهرةٌ

عرفتُ سراً للشعر

وموعداً لانتظارٍ لا يأتي

مع خاطركِ المتجدد داخلي

– تدعو أمي:

أنْ يهلكَ شيطاني على يديكِ..

تدخلينَ عباءة القصيدةِ والثلاثاء

يعاودُني شبقي وحُمَّى شمسٍ تلّوحُ من بعيد..

– أيها القتيل لا تمُتْ تماماً.

 

 

بقلم: علاء محمد زريفة

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman