الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / حب وأغنيات/ أديبه حسيكه

حب وأغنيات/ أديبه حسيكه

حب وأغنيات

 

أحببته

وقلت للسنين المئة القادمة

إنك ضاله

وحبيبي دوما على يقين

حبيبي الذي مر على سهول قلبي

قبل أن يعرج على مرتفعات نظري

وقبل أن تلامس جبينه يداي

كان عاليا…عاليا جدا

ومستعجلا للرحيل باكرا…

فأبقيته في سماء روحي

يسرج الغيوم حروفا لحربه مع الشك

وسقطت أنا مضرجة بمطر خيبتي….

رفعت الراية البيضاء

وسلمت مفاتيح قلاع قلبي لكف سماحتي…

حبيبي…الذي أحب اقتناص العزف

في فراغ الوقت المستقطع على أوتار أعصابي

سارحا بالوهم والزمن المميت إلى وديان المتاهة والغموض…

وكان الوقت له…. يغني….

حان وقتي وقبل أن يولج الليل في النهار وتهرب ذكريات السنين المتراكمة

كضباب من يافوخ رأسه هربني من حجرة قلبه إلى هذيان حنجرته

فخرجت نحيب مواله في الهزيع الأخير من ليله…

حبيبي…الذي فقد ذاكرة وطنه وأفلت من كفيه تلالي الخصبة

زرعت له دفاتري سنابلا

ولكنه نسي من أنا ونسي أسمي

إذ كنت حبه الكاذب الذي كان…

حبيبي الذي في رأسي

غيرت شكوكه رأسي

واستبدلني بالشقراء والسمراء والصهباء وأخريات من أحرفه المستعارة.

وأنا البيضاء التي شابت قبل أن تهرم

وهرمت بعد أن قرأت تاريخ عشقه

وأنا أعشقه ومدينته ووطنه والأرض التي داست عليها خطوته

ولم أسأله بعد عن زيارة الهوى له…

وأنا التي أحببته

وقلت للخمسين سنة الراحلة

كنت ضاله

بلا عيد ميلاده

وشمعة ميلادي سنه وموتي فيها حين تنتهي شموع حبيبي ودموعي.

حبيبي…الذي خسر أملاكه على طاولة رمال متحركة

ملكته درر البحار قبل أن تصافحه الخمسة من أصابعي

وتلوح له العشرة بالوداع

وقبل أن يعانق عطره وصالي….

استعذب صوت الملح في الجرح وباع…

حبيبي، الذي ملك العالم بيمينه وخرج من بحري منهكا.

نصبت له قلبي عباره

ولكنه خسر مقاس خطوتيه وترك أثرهما على تاريخ رمالي المنهارة.

هو حبيبي الذي غنيت لروحه “يا مالكا قلبي”

ووهبني نهر ثغره العذب

وأودعني ظمأ بكائي

ونمت حلما يذكرني بأسره

كل ليله ما بين دموعه وغنائي

حبيبي الذي أضحكته وكان عليه أحلى ابتسامه

قلت له: آه

ولم أرى منه إلا دمعتي

ولم تضحك عيونه قط لي

لكنني غنيت لعينيه عيون القلب

وسهرت معه كدمعة قمر

كي أصحو وفي حلقي رماد أمسه…

ولأنني لا أستطيع في حبه السهر

وهو لا يستطيع النوم

ودعته باكرا

ونده القلب له/يا لله السلامة/

ومذ ذاك نسيت صوتي معلقا

ما بين روحه والفضاء

ولأنني في عز عذابي أحبه

ومن غير ليه

وثقت ملامح حرفي فيه بذاكرة الغناء.

 

بقلم: أديبه حسيكه

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman