الرئيسية / إبداعات /  دروب العقل/ بقلم: علي موللا نعسان

 دروب العقل/ بقلم: علي موللا نعسان

 دروب العقل/ بقلم: علي موللا نعسان

ـــــــــــــــــــــــــ

حاسَ القلوبَ دموعٌ صبَّها البشرُ

على شغافِ كرومٍ جاسها الخطرُ

والفكرُ ناشدَ في الأجواءِ مسألةً

تسبي الرياحينَ عطراً جادهُ المطرُ

والهمُّ شلّ دروبَ العقل معترشاً

كما الشتاءُ المعنَّى رابهُ القدَرُ

والروح راحتْ تناجي غيمةً عبرتْ

فاجتاحها في سُدى ليلِ النهى الخَدَرُ

وعبرَ خوضِ العبابِ المجتبى وثَبَتْ

على سهولٍ خيولٌ زادُها الفِكَرُ

تصارعُ النفسَ والأهواءَ في شممٍ

يعاضِدُ المنتهى إن عادهُ الشذرُ

والكربُ قفَّى ضميرَ القلب مرتقباً

كما الظلام المسجى وشّهُ الشجرُ

جدالُ كبحِ النوى أضنى حمى دعةٍ

والقلبُ يُضفي المنى إنْ جاءهُ الكدرُ

أخفى اللثامُ وجوهَ الحقِ في سخمٍ

وغاب عن عزمِ مطمارِ المنى الظفرُ

والليلُ ينجابُ في ترنيمةٍ صمَتَتْ

على شغافِ المدى إذْ هاجهُ القمرُ

والأرضُ من رقصةِ الأقدارِ باسمةٌ

يطغى عليها الندى المزدانُ والنَّضَرُ

والعزفُ في حضرةِ الأوتارِ مُعْتَبَرُ

كما حنينُ الشَّذى للوردِ يعتصَرُ

والشَّوقُ مُسْتعتبٌ من فرحةٍ هجرتْ

والصَّبرُ تصقلهُ الأيامُ والعِبَرُ

مـاذا أقـولُ وقد حامتْ بنا هممٌ

وحلَّقتْ في السما ترجو هدى يَقِرُ

فجاوزت لوعةً تقتادُ وجهتَها

في لثمِ أفئدةٍ يجتاحُها الضررُ

وكـلُّ جهد سقاهُ العقلُ مـجتهدٌ

وكـلُّ ذنبٍ على الأصقاعِ مغتفرُ

إذا الجراحُ سعتْ في غمرةٍ تَعِبُ

جنى الفؤادِ وما يرنو لها الظفرُ

لا يُفقَدُ الشرفُ المقدامُ في كبدٍ

إن ساقه أملٌ فيما يقي النَّظرُ

عهدُ الوئامِ سعى في مهجةٍ شغفاً

حيثُ الودادُ بدا يشتاقهُ الخبرُ

إنَّ الصلاحَ سبيلٌ زادَهُ أملٌ

وإنَّ حقلَ الورى قد عزَّه الثَّمرُ

عاتي الضغينةِ لا يحتاجُ مأثرةً

على متونِ الرضى إنْ عابهُ الشَّرَرُ

فقلبهُ جزعٌ من هولِ معتركٍ

قدْ جابهَ الفكرَ والغاياتُ تبتدرُ

مَن زعزعَ الناسَ عن مضمارِ مكرمةٍ

من الخصالِ وسابى الوجد يحتضر ُ

فصاحب الجود لا يسعى إلى عِلَلٍ

وليس فـيـهِ مـن الإجحافِ ما يزِرُ

فمنْ تجافى وأردى العقلَ في ترفٍ

وعاشرَ النَّذْلَ فيما رامَ لا يقرُ

إن العقولَ حقولٌ سادها شَجَرُ

وإنَّ نبعَ الرؤى قد حابهُ المطرُ

فالبأسُ مُستطردٌ من عبرةٍ ذُرِفَتْ

والقلبُ تلقُنُهُ العثراتُ والحذرُ

إنَّ الحقيقةَ درب ٌحفَّهُ هدفٌ

وليسَ كأسَ الهدى فألٌ بهِ خبرُ

وما الحياةُ سِوى كدْحٍ تُخالجِهُ

آلامَ قلبٍ معنَّى حاطَهُ الخفَرُ

‏ Ali Molla Nasan

Oslo 22-9-202

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman