الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / صوفيا والقيامة/ حسن رشيدي

صوفيا والقيامة/ حسن رشيدي

حسن رشيدي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صوفيا والقيامة

بقلم: حسن رشيد

ها أنا

وأفكار الموت تحوم…

لم تغرني مباهج الحقول

وزينة الربيع البهي

حتى العصافير أنشدت

وغنت أحلى الأغنيات

وتراقص الفراش بقربي

يمنة ويسرة

وحمائم السلام

حمائمنا صوفيا

قد شدت مع البلابل

ألحانها

وناحت تواسيني فراقك

لكنها

لم تنسني صوتك العذب صوفيا

ولم تنسني محياك البهي صوفيا

وأنا الذي جئت

من بلاد بعيدة

تشابه هذا البلد التعيس الحزين

لكي أهديك قصيدة شعر

وباقة ورد

وقلادة

نقشت عليها

تعويذة وذكرى

لكنني ألفيتك حزينة

مثل قلبي، ووجوه العابرين

فلم تسارعي الخطى للقيا

ولم تنبسي بتحية

ولا عناق…

وقفتُ أمامك وحيدا

فكنت مستلقية كعمود رخامي

وعيناك شاخصتان نحو قمر

لا أعرفه ولا يعرفني

مذ غاب الهلال

عن هذه البلاد

حينما لم تعد تتفرسه القبيلة

بوجه طليق وتعقد الأماني

لحظة الاستهلال…

أناديك صوفياااا

وأنت النجمة المستنيرة

بين الدمار والخراب

ونخوة النخل

على الأرض اليباب

ناديت صوفيااا

وناح الحمام حولي

وبكت الفراشات

حين فاح بخور القربان…

لقد صرت الآن آلهة

تشهد مآسينا وتكتب

حوليات الزمن الغادر

عل الصغار يقرؤون تاريخك

لينسجوا من مجدك البطولات

وأنت الشاهدة والشهيدة

على تخاذل بني الدار

وتكالب الفجار

وأنت التي تركت آخر لوحة زيتية

لتُكملي نحتها بالدم والنار

حين قُصفتِ -والدمية تلاعبك-

بلغم أرضي

وقنبلة غادرة

وصاروخ مجنون يسارع القدر

ومخالب الموت…

لم تكوني بهذا القدر من الجرم

حتى يستعديك العالم صوفيا

لم تكوني بقدر وحشيتهم

صوفيا

سأعيد كتابة القصيد

لأخلد ذكراك بين الأجيال

وأرسم وجهك البهي

ذو الجلال والجمال

على الطوابع

والرمال

حتى تعلم الأجيال مجدك

يوم افترشت الأرض

وأنت ضاحكة

مكتحلة الجفن

تغالبين الدمع

الذي غصت به المآقي

والدمية في يديك

وقد تكالبت عليك القيامة

والجحيم…

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman