الرئيسية / إبداعات / ظلال من ريح/ بقلم: سحر القوافي

ظلال من ريح/ بقلم: سحر القوافي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ظلال من ريح

بقلم: سحر القوافي

                              ……..

في ديجور الليل السحيق

بين ردم الروح وقتاد الطريق

تسح عيناها القذى…

وتحملق في المدى..

من هول كابوس يخنقها..

من هلع سربروس يتبعها..

لا تسمع حولها صدى..

سوى نشيج النعيق..

لا تبصر إلا رماد الحريق..

يغبش الأشياء والفضا..

وفي رأسها الصغير

دوامة من حمم..

تدور في إعصار العتم

وذكريات مفجوعة مروعة

تردد حكايا الألم

******

في دجى يوم مطير

فتحت عينيها..

على إسوارة في يدها

فاخرت بها الأتراب..

وقرات عليهم اسمها والرقم

ومرت سنون عجاف

من سراب وجفاف..

باحت الإسوارة بالسر

تسمرت قدماها في الثرى

وتغلغل السم في الضلوع..

وجمت بين دعاء وخشوع

تستجدي رحمة للرجوع

تتلوى من سقم..

لا تقدر أن تخطو إلى الأمام

لا تقدر أن تستدير إلى الوراء

في دوامة من سعير ومحن

تطاردها عيون الرغبات

تلوكها الألسن بالعهر والمجون

“لقيطة بلا نسب”

يتبعها ظل من الذل والهوان

في الزمان والمكان والوهم

وتنعت بالغمز والبنان..

جسمها المكلوم متاح للجبان

*****

تلك الصبية البريئة..

أضحت تحمل الخطيئة

وتحمل صخرة سيزيف..

وتستل سيف شهريار

وتمتهن غواية الشيطان..

ينوء جسدها النحيل بالأثقال

تغوص قدماها في الأوحال

فتتلاشى في العدم..

جردوها من هوية إنسان

فهي بينهم مجرد رقم

*****

تلك الصبية..

في أوراقها المهترئة قضية

تستفهم في السر والعلن

عن حل لغز الجريمة

التي سرقت منها الرفقة الحميمة

وألقت بها في الشارع يتيمة

بلا هوية.. بلا اسم..

تفتش في أوراقها الصفراء عن أمل

عن بقايا دم..

عن شعرة غاوية..

لقطع دبر جانية..

تركتها علي الرصيف في كفن

تواري فيه سرها العفن..

وتدفن صدأ جرحها النتن

تركتها للصقيع والكلاب

وأشباه البشر من ذئاب.

في علبة كارتون علي الرصيف مهملة

لتنجو من الهوان والعقاب

وتلوذ بأمان في حياتها المقبلة

امها “المبهدلة”

ومن خلفها وجه قبيح جبان

لنزواته أطلق العنان..

وأهداها للأحزان..

وجه الأب الذي ضلل العدالة

تقول وقد أجهشت بالبكاء

كأنما تسح عيناها الدماء

اغتالني أبي المريع..

ليواري عاره الفظيع..

شنق رغبته في جسدها الوضيع

وأقام باسم العشق مقصلة

ذاك الجاني.. مصاص الدما

ورثت عاره واثمه أنا..

ذاك الحقير.. دفن أحلامنا

قتل فينا الحياة والربيع

وأعدم فينا الجميع..

يا سادتي.. عهد مضى

ما أبقى مني غير الرماد واللظى

وظلال من ريح عفن..

تحوم حولي كالصدى

بقلم الشاعرة الجزائرية سحر القوافي ..

ديوان ظلال من ريح

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman