الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / في انتظار كودو/ بقلم: أمينة غتامي

في انتظار كودو/ بقلم: أمينة غتامي

في انتظار كودو/ بقلم: أمينة غتامي

ـــــــــــــــــــــــ

ريح مبللة ترفع ثوب مطريات تتباهى بأناقتها الباريسية.

الآن ..يدي الطليقة أكثر رشاقة من تذكرة سفر مفاجئ.

غيمة آتية من الشمال هي أجمل ما يمكن أن يحدث لهذه المدينة المرهقة بحمل أرصفتها الدكناء.

على الكورنيش قهوتي الصباحية ..ديوان شعر وصحيفة يكفيان ليكون النهار بطعم فواكه البحر المشوية..

عاملة المقهى بين قعقعة الكراسي وطلبات ذوي المعاطف الثقيلة تأوي قصيدة تحت جلدها الأسمر..ابتسامتها الطرية ورود مبتهجة تحت رذاذ الغيم وصفاء بلور الكؤوس تنم عن حكايات تظهر وتختفي ليأخذها شغب الموج لقاع القاع.

فوق الجريدة عقارب الوقت تزحف نحو نهاية أخبار أول الصباح.

سقوط مروحية عسكرية فوق حي سكني..حروب الشرق والغرب ..مؤامرات..انتخابات..انفجارات..حرائق..جرائم.. عالم يغلي ..

ولا وقت عندي لخبر عاجل حول الوباء والتلقيح.

شغلتني صبية تطوف بحزمة ورد ، كل وردة ملفوفة في ورق شفاف يزينه شريط أحمر.

في الركن المقابل شاب يشتري وردة ويغادر المكان تحت وابل من المطر..لعل الحب لا ينتظر غيمة متمردة.

ليس غريبا أن أكون برأسين أحدهما يحثني على شراء كل الورود مقابل ابتسامة الصبية…لكن.. تأخر كودو كعادته كل يوم.

كل جرائد اليوم استنفذت طاقتها وقد تحولت الى مناشف بينما قلبي في أقاصي الجنون تحول إلى برعم على وشك التفتح. ورقة وقلم ينكه قهوة الصباح هي كل ما أحتاجه الآن للتحليق فوق الضفة الأخرى قبل غلق الحدود وفرض تصاريح الخروج ومفاتيح الهوية.

 

أمينة غتامي/المغرب

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman