الرئيسية / مقالات / في مواجهة التحريض العنصري الرسمي ضد العرب/ قلم: شاكر فريد حسن

في مواجهة التحريض العنصري الرسمي ضد العرب/ قلم: شاكر فريد حسن

في مواجهة التحريض العنصري الرسمي ضد العرب

بقلم: شاكر فريد حسن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتزايد وتتصاعد موجة التحريض العنصري الرسمي المؤسساتي ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية في أرضها ووطنها، عشية الانتخابات البرلمانية، والتي وصلت ذروتها في تصريحات رئيس الوزراء الليكودي بنيامين نتنياهو ” أن للعرب اثنتين وعشرين دولة قومية ولليهود دولة واحدة “، ووصل به الحد أيضًا التهجم في جلسة الحكومة على عارضة الأزياء ومقدمة البرامج روتم سيلع، لأنها تجرأت على القول بان الدولة هي ” دولة جميع مواطنيها “.

وتأتي هذه الموجة العنصرية الفاشية الجديدة ضد العرب في إطار الحملة الانتخابية، وخاصة بين الأحزاب الكبيرة، مثل ” الليكود ” و ” أزرق أبيض “، بهدف اقتناص أصوات اليمين العنصري في إسرائيل.

والواقع أن التحريض على العرب لا يقتصر على تصريحات الحكام والساسة، وإنما يشمل سن وتشريع القوانين العنصرية الابرتهايدية المجحفة، التي تقوض شرعية المواطن العربي الفلسطيني في البلاد، وتلغي وجوده كمواطن متساوٍ في الحقوق، كون أن إسرائيل تعتبر نفسها دولة ديمقراطية. ومن هذه القوانين: قانون القومية، وقانون لجان القبول، وقانون كمينتس، والقانون الذي يجيز مصادرة الأرض الفلسطينية، وسواها الكثير.

إن نتنياهو يريد أن يحوّل إسرائيل من دولة علمانية لكل مواطنيها إلى دولة دينية ويمينية متطرفة فقط لليهود، وحرمان المواطنين العرب من حقوقهم المشروعة العادلة.

التحريض العنصري ضد شعبنا صار نهجاً وسياسة وممارسة من قبل الأوساط الإسرائيلية، وسياسة الإجحاف والقهر والتمييز العنصرية الاضطهادية تتعمق أكثر، فعلاوة على القوانين العنصرية الجائرة، هناك معاملة همجية للمسافرين العرب في المطارات ونقاط الحدود، وهدم متواصل للبيوت العربية بحجة عدم الترخيص، ومصادرة للأراضي العربية الفلسطينية لتوسيع الشوارع والطرق في البلاد، ولإقامة بلدات يهودية جديدة، ناهيك عن “الغيتوات “ومحاصرة القرى والبلدات العربية كمشروعي ” حريش ” و ” الطنطور ” وغير ذلك.

المطلوب إزاء تفاقم مظاهر العنصرية والفاشية والتحريض الرسمي ضد العرب الفلسطينيين الصامدين والباقين في وطنهم، الذي لا وطن لهم سواه، المزيد من اليقظة الواعية، والوحدة الكفاحية الوطيدة، وتشديد النضال والكفاح الشعبي الديمقراطي السلمي، والتعاون العربي – اليهودي، لأجل وقف التمييز وتحقيق المساواة التامة بالحقوق، والجنوح نحو السلم العادل، فنحن خلقنا أحرارًا ومتساوين، ولن نرضى أو نقبل أن نكون مواطنين درجة ثانية أو ثالثة.

وكما قال شاعرنا الراحل راشد حسين:

 

سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر

 

أن الشعوب إذا هبت ستنتصر

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

واحة الفكر Mêrga raman