الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / قِلاعُ الصَدِّ تَجْتاحُها السيولُ / بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

قِلاعُ الصَدِّ تَجْتاحُها السيولُ / بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

 

 

 

 

 

قِلاعُ الصَدِّ تَجْتاحُها السيولُ

بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

…………………………………..

 

ماذا أَقولُ وقَدْ هُدِّمَتْ قِلاعُ صَدِّي واقْتُحِمَتْ أسْوارُ تَمنّعي إلاّ أنْ أَبْصم لها بقوّةِ أمْواجِها وضعفِ سواحلي، وسطوةِ سيولِ حضورِها وقدْ غَمَرَ ودياني وفاضَ على صحراءِ شَتاتي وقيعانِ أَكْواني ..

يا لَغَفْلتي وغَفْوتي أينَ جَلَدي وسَطْوَتي وأَنَا الفارسُ الهصورُ !؟ أينَ حُرّاسي وأَسْلحتي وقدْ مَلأَتْ المتارسَ والنصولَ !؟ هَلْ أَصابَهُم الوَهَنُ والانكسار أمْ لاذوا بالفرارِ وأَعْلَنوا الاستسلام !؟ أينَ أقلامي وقَصائِدي وقَدْ سَوّدَتْ الصحفَ وعَلا دخانُها الأَسودُ أرجاءَ الفَضَاءِ وسماء اللازوردِ،

الآن وقَدْ هبطتْ إلى الأَرْضِ تَتَسوّرُ بياضَ الوَرَقِ تعبثُ بالسطورِ تهتدي ببصيصِ نورٍ تستنشقُ عبيرَ زهورٍ ليسَ لها إلاَّ الإقرار وإنْ كانتْ مسلوبَةُ القَرارِ ولا التَمَرّد والثَوَرَان وقدْ كَبّلتْها الدهشةُ وطوّقتْها العذوبةُ وعانَقَها قلبٌ منْ عالمٍ وردي الملامحِ والأَطْيافِ واجتاحَها سهمٌ منْ سِهامِ الغيبِ لَهُ طعمُ السَلوى ومذاقُ الأَشْواقِ يحملهُ ليلُ مشتاقٍ طويلٌ يخففُ منْ غَلْواءِ رَهْبةِ الشَتاتِ ويخترقُ جدارَ الصَمْتِ فيقطعُ السكونَ ويمنحني لحظاتٍ لأُصافحَ البُعْدَ بيدٍ ترتجفُ منْ هَولِ الشجونِ أتحسسُ بصمتٍ مشاعرَ مبهمةً ويروعني طيفٌ كنتُ أَخْشاهُ ما برح يَنْكأُ الجروحَ ويدمي القُروحَ فتشتدُ معهُ آلامي وكلّما زادَ الأَلَمُ زادَ معهُ حنيني واشتياقي فتغرقني الدموعُ ويزاولني شرخٌ أصابَ مقتبلَ أيّامي وتكتملُ الفصولُ

فأتذكّرُ تلكَ المواعيدَ التي حملتْ البُشرى فكانتْ تَمُرّ بي في كُلِّ يومٍ قبلَ النومِ تُهَدهدُني فأغفو بأحضانِ الأَمَلِ لأرسمَ ملامحَ من عالمِ خيالي على لوحةِ تحناني بألوانِ الطَيفِ وقدْ أصبحتْ في عُمْقِ وجداني شيئاً ألمسهُ يتناغمُ مَعَ إحساسي وأخفي عَطَشي واحتياجي لرَسْمِ خَطِّ الأَماني وتعديلِ مُنْعرجاتِ دَرْبِ الخُطى لنعدُوا في روضِ الحُبورِ ونشدُوا بملءِ الفَمِ أنغامَ الأَمَل .

 

كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      العِراقُ _ بَغْدادُ

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

واحة الفكر Mêrga raman