الرئيسية / آراء قكرية ونقدية / “لا تنساني” للشاعر عصمت شاهين دوسكي/ بقلم: أنيس ميرو

“لا تنساني” للشاعر عصمت شاهين دوسكي/ بقلم: أنيس ميرو

 

 

 

 

 

 

 

 

قصيدة “لا تنساني” للشاعر عصمت شاهين دوسكي

بقلم: أنيس ميرو- زاخو/ كردستان العراق

 

عودنا الشاعر المبدع المتميز بعطائه المستمر رغم كل اهتزازات وتقلبات حياته الاجتماعية والنفسية….

ولكنه سلم أمره للرحمن وللزمن بعد أن سدت آذان وعيون المعنيين بشئون الثقافة والإعلام والأدب.

نحن تعودنا على النفاق الاجتماعي لا نهتم بالذي بين يدينا وربما لا سامح الله بعد الرحيل نمجده أو نبني له صرحا كما حدث مع بعض الأدباء، الشاعر الخالد احمد خاني وغيره من الشعراء.

وما لفت نظري أن تشترك الإعلامية المتميزة بصوتها الفيروزي والمفعم بالأحاسيس لربما المعاناة قد أجمعت بينهما لكون من يعاني هو من يحس بالآخرين ….

بدون تزويق أو رتوش هذه القصيدة اعتبرها من القصائد التي يجب أن تغنى ليتمتع الذواقون في كل مكان لكون القصيدة هي بلسم يشترك بها غالبيه مواطني العراق والوطن العربي ….

قصيده ماسيه هزت وجداني وذابت جليد السنين وحركت كل جميل في أعماقي …. استغربت من بيده الاقتدار والتدبير كيف لا نهتم بكنز ما بين أيدينا، كلماته روضة من جنان العشق السامي كأنه ليس من هذا الزمن بل من زمن أصيل …

لقد جددت مشاعري ووجداني أيها الشاعر الرقيق المرهف الإحساس وأقولها بالله عليك لا تنسى محبيك في كل مكان وزمان…. أنت أعدت للمشاعر و الأحاسيس رونقها و نظفت الروح بهذه المعان ولا ننسى المبدعة الإعلامية سيدرا كوچر و زميلها المخرج علي الصائغ ، صح من قال الإنسان لا يعيش فقط بالماء و الخبز لبقية المشاعر حق علينا أن نتمتع بها و قد أجدتم بهذه التحفة الشعرية  الفنية و متعتم ذواقي الشعر و من يمتلكون الفكر والأحاسيس الراقية ، هديه لا تعوض بثمن ، أقولها شكرا ثم شكرا ثم شكرا لهذا الثلاثي المتميز و لنكن على موعد آخر لتزف  لنا بقصائد جميله أخرى ومن الله بالتوفيق تحياتي لهذا الثلاثي المتميز الشاعر الكبير عصمت شاهين الدوسكي و الإعلامية المتميزة سيدرا كوچر و المخرج الناجح المتميز علي الصايغ .

لا تنساني

عصمت شاهين الدوسكي

 

لا تنساني ..  وأنتَ في غُربَتك

لا تنساني .. وأنتَ تهمسُ بِلوعةِ شفتيك

لا تنساني .. في يقظَتُك وحلمُك

إياكَ أن تنساني مهما جَرى على راحتيك

………………

لا تنساني .. يا رقةُ الحياة

يا ندى كل صباحٍ ومساء

لا تنساني .. مهما تغيرتِ الأجواء

إن كان صيفٌ أو شِتاء

لا تنساني ..

إن كنتَ وحيداً بعيداً أو قريباً

البعدُ والقربُ بالروحِ سواء

لا تنساني ..

أن كنتَ طيفاً أو خيالاً

هذا قدرٌ إن شئتَ أم لم تَشاء

أنا مغتربٌ في عينيك

جراحاتي أكبر من أيً صحراء

ربما لو كنتُ في كنيسةٍ

لخَرجَت مريم ومَسحت دموعي

وقالت .. كفى، كفى بُكاء

……………..

لا تنساني ..

مرًت دماءُ العالم

فوقَ جراحَ وطني وتركن أنيني

ما بالُ الأسلاكُ تمتد في كل مكان؟

ما بالُ القيودُ تُدمي مِعصمي وحَنيني؟

لا تنساني ..

رُبما تُكون عاشقٌ مجنون

لكني تحتَ الأمطار أصرخ

أينَ أنتَ يا مجنوني؟

أشتاقُ إليكَ كما يَشتاقُ للسلامِ

والحبِ والأمانِ جسدُ وطني

أشتاقُ إليك كما تَشتاق

البلابلُ إلى رَوضةِ أو جَناني

لستُ من الكآبةِ

لكن الأحزانُ كالنورِ في عيوني

لا تنساني ..

في شوارعِكَ تَزهو الأشجار

وفي شوارعِنا كلُ شيءِ يبكيني

………………

لا تنساني ..

بأيً مكانٍ كنتَ

وطني بلا نكسةٍ أمام عينيك

جراحاتي تَغدو قناديلاً بين يديك

أنا فقيرٌ، تائهٌ، مغتربٌ

يبحثُ عن قطعةِ خبزٍ من شفتيك

لا تنساني، لا تنساني

لا تنساني … بالله عليك

بالله عليك ..

 

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman