الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / لا صَمتَ في العَتمَة / بقلم: صالح أحمد (كناعنة)

لا صَمتَ في العَتمَة / بقلم: صالح أحمد (كناعنة)

لا صَمتَ في العَتمَة
“لأرواح كل ضحايا الظلام”
بقلم: صالح أحمد (كناعنة)

 

ـــــــــــــــــــــ

لا أحد يشغله أمري

أَبَدِيٌّ هذا الصمتُ الذي يُغَلِّفُ وُجودي

كاللّيلِ يَمتَدُّ… بَل كَالفَراغ

وَحدَها الريحُ تُداعِبُ وَعيي وحِسّي في الجوِّ الموحِش

مُنتَصِرَةً بِحَرَكَتِهاعلى كُلِّ شَيءٍ أعلَنَ صَمْتًا
على النُّجومِ المُنطَفِئَة
على الأفقِ العاري

على اللّيلِ المُتَوَحِّد…

وحدَها الريحُ قادِرَةٌ على أَن تَقودَني إلى ثُقبٍ ما

أَمضي إِليهِ لأصرُخ في الفَراغ:

هَل مِن رائِحَةٍ تَأتي… توقظ حسًا ما؟

لا صَوتَ للرائِحَةِ!

تَختَفي اللّحظَةُ عَن عَيني المُغمَضَةِ بالغَضَب

يَضطَرِبُ جِلدي…
تَستَجيبُ لَهُ أفكاري بِطَواعِيَةٍ شاذَّة

ما الذي يُفيدُني الآن؟

أَبكي؟
أَهذي؟

أَضحَك؟

أرقُص؟

وَحدَهُ التيهُ يَتَعَملَقُ في الفَراغ

على مساحَةِ عَتمَةٍ تَنتَشِرُ حيرَتي

أيُّها السّكونُ الفاجِعُ!

وَحدَكَ تَتَراءى لي..

وعليَّ بِكُلِّ ضُمورٍ صارَني أَن أَستَقبِلَك

بارِدٌ أنتَ كَظَلامٍ راعِشٍ

تَحتَ جلدِهِ تَعتَكِفُ الخَطيئَة

كَفّي تَلَّوِّحُ في خَواء
الريحُ قادَتني إِلى مَلامِحي العَنيدَةِ مَدَّ الصّمت
وَحَدَّ البَسمَةِ المحتَرِقَةِ حُبًّا

بِروحِ الحَقِّ الصارِخِ فينا

حَدَّ المَوت.

::: صالح أحمد (كناعنة):::

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman