الرئيسية / مقالات / جان زيغلر: المناضل الأممي الذي آمن بالإنسانية والعدالة الاجتماعية/ بقلم: انغير بوبكر

جان زيغلر: المناضل الأممي الذي آمن بالإنسانية والعدالة الاجتماعية/ بقلم: انغير بوبكر

جان زيغلر: المناضل الأممي الذي آمن بالإنسانية والعدالة الاجتماعية

بقلم: انغير بوبكر

ـــــــــــــــــــــــ

من الصعب أن تجود الحياة بشخصية أممية ناضلت من داخل المؤسسات الدولية من أجل حق الشعوب المهمشة المستضعفة الفقيرة في العيش الكريم بشراسة وصمود منقطع النظير، ومن حسن حظ الإنسانية أن في العالم أمثال جان زيغلر الأستاذ الجامعي والموظف الدولي الذي اشتغل كثيرا في دهاليز منظمات الأمم المتحدة بكل إنسانية وتجرد ونكران ذات حيث استثمر الآليات الأممية من اجل فضح جشع المؤسسات المالية الدولية وانتهاكها المستمر لحقوق الشعوب وهدرها لثروات الشعوب الفقيرة وساهم في تبيان حقيقة السرقة الموصوفة التي يقوم بها رؤساء وحكام عدد من الدول الفقيرة في العالم وتهريبهم لأموال ومقدرات شعوبهم وتكديسها في البنوك السويسرية و مناطق مختلفة من العالم في ما يسمى بالجنات الضريبية. جان زيغلر مناهض شرس للنظام الرأسمالي المتوحش وللرأسمال المالي الذي لا يعترف بالإنسانية ولا بحقوق الإنسان، لذلك ناصبته المؤسسات الدولية العداء ورفعت عليه دعاوى قضائية دولية من اجل إسكاته وثنيه عن التنديد بالمآسي التي تسببها الرأسمالية في العالم.

جان زيغلر مواطن سويسري من مواليد 1934 عضو اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ، أستاذ بمعهد الدراسات السياسية بجامعة غرونوبل وأستاذ بالمعهد الجامعي لدراسات التنمية وأستاذ السيسيولوجيا بجامعة جنيف ومدير مختبر سيسيولوجيا مجتمعات العالم الثالث بجامعة جنيف وأستاذ زائر بجامعة باريس الأولى السوربون، كما مثل جنيف في البرلمان الفيديرالي السويسري إلى غاية سنة 1999 وعضو المجلس التنفيذي للأممية الاشتراكية ومقرر خاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من اجل الحق في التغذية (2000-2008). له عدد كبير من الكتب والمقالات المنتقدة للنظام الرأسمالي المتوحش والمنتقدة للاستنزاف الذي يمارسه النظام العالمي ضد الفقراء والمستضعفين والمعذبين في الأرض بلغة فرانز فانون وانجز حوله العديد من المواد الإعلامية والبرامج التوثيقية قاسمها المشترك هو الدفاع عن حقوق الإنسان وعن العدالة الاجتماعية.

زيغلر من طينة الكبار والعظماء فمواقفه تشهد على نضاله وكتاباته كلها ترافع من اجل الفقراء ومن اجل أطفال العالم الثالث الذين يموتون جوعا وبالأمراض والفقر والتهميش في وقت يعرف فيه العالم ازدياد دخل وثروات اقليه منتفعة من الاقتصاد العالمي اللاالمتكافئ . يقول زيغلر بان أي طفل يموت  في العالم بسبب الجوع  هو جريمة ضد الإنسانية لأن ثروات العالم قادرة على أن تغطي حاجيات الإنسانية اجمع  لكن الاحتكارات الرأسمالية وسياسة التجويع التي تمارسها الدول الكبرى والمنظمات الدولية التابعة لها  تؤدي إلى كوارث إنسانية . جان زيغلر متأثر في أفكاره بماركس وانجلز وروزا لوكسمبورغ وبأصدقائه رجيس دوبري وتشي كيفارا ولوي التوسير وبورديو وغرامشي، لذلك تراه في كتاباته كلها يستشهد بهم وبأفكارهم وبتضحياتهم من أجل عالم إنساني متضامن.

يؤكد جان زيغلر أن في كل خمس ثوان يموت طفل في العالم بسبب الجوع في وقت يستطيع فيه العالم أن يغدي بثرواته وخيراته أكثر من ساكنة العالم مضاعفة، لكن سوء توزيع الثروات في العالم واحتكار الأدوية والأغذية من طرف شركات معدودة يعرض العالم لكارثة إنسانية تتطور يوم بعد يوم، زيغلر يؤكد كذلك بان دخل عدد محدود من الشركات العابرة للقارات يقارب دخل ثلثي ساكنة الأرض وان اقل من 90 ملياردير في العالم يملكون ثروات فلكية أكثر من ثلثي العالم. لذلك يقترح المناضل جان زيغلر تقوية الحركات الاجتماعية والترافع الميداني العملي الأممي من اجل إقرار ضريبة على الثروات وأحداث صناديق دولية ومحاربة تهريب الأموال إلى البلدان المحتضنة لمال نهابي شعوبهم   لذلك، فمن غير الإنساني أن يموت الأطفال في العالم لأنهم بحاجة لدواء لا يكلف أكثر من 6 أورو في وقت ينفق فيه العالم بسخاء على الحروب والتسابق النووي وتدمير البيئة.

أمثال جان زيغلر يزرعون الأمل في إمكانية بناء عالم إنساني متضامن، فرغم انه برجوازي أبيض سويسري يعيش حياة سعيدة على حد قوله إلا انه أبى أن يسكت ويتغاضى عن آهات وآلام الشعوب المقهورة المستضعفة المحاصرة بين الجوع والاستبداد، بل ساهم مساهمة قيمة هو ورعيل من المناضلين الحقيقيين كما وصفه بذلك باسكال بونيفاس –الذي أعده من المناضلين الجديين-في تنظيم حركة دولية مناهضة للعولمة ومطالبة بالعدالة الاجتماعية.

انغير بوبكر

باحث في قضايا التنمية والديموقراطية وحقوق الانسان

حاصل على دبلوم السلك العالي في التدبير الإداري من المدرسة الوطنية للإدارة.

com.gmail@2012ounghirboubaker

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

واحة الفكر Mêrga raman