الرئيسية / مقالات / دروس سنغافورة الاقتصادية/ بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

دروس سنغافورة الاقتصادية/ بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

دروس سنغافورة الاقتصادية

بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

ــــــــــــــــــ

صدر منذ مدة من الزمن كتاب جميل بعنوان ” سنغافورة من العالم الثالث إلى العالم الأول ” يروي فيه مؤلفه كيف نهضت سنغافورة اقتصاديا وقانونيا وسياسيا في الفترة الواقعة بين عامي 1965 و2000 م . وتعد تجربة سنغافورة من التجارب التي يحتذى بها والتي يمكن الاستفادة منها إلى حد كبير مع مراعاة الفوارق في الأوضاع السياسية المقارنة بين دول الشرق الأوسط وسنغافورة.

فما الدروس التي نتعلمها من التجربة السنغافورية ؟

الايثار والتفاني في خدمة الشعب:

يعتقد المؤلف أن سنغافورة كانت محظوظة جدا بمجموعة من الآباء المؤسسين الجيدين لنظام الدولة السياسي والقانوني والاقتصادي وهم لي كوان يو  و س راجاتنام وكوه كينغ سوي . وقد كرس هذا الثلاثي ترويكا مدهش غايته النهوض بسنغافورة نحو الأمام اقتصاديا وسياسيا ومعرفيا وقانونيا ، وقد كان هذا الترويكا مذهلا في إدارته للأزمات التي عانت منها سنغافورة ووضع خططا طموحة هدفها تحسين حياة السنغافوريين .

لقد تعلم كوه كينغ سوي من التجربة اليابانية الاصلاحية وصاغ الترويكا سياسات أفادت المواطنين السنغافوريين . يمكن أن نتعلم من سنغافورة ببساطة أن القيادة الصحيحة الرشيدة يمكن أن تقود البلاد نحو النجاح وتجاوز الصعاب .

علينا أن نعلم مع من نسير في طريق الاصلاح:

نطالع في الصفحات 5-6 من الكتاب كيف فهم لي كوان يو   الأشخاص الذين يعملون معه  ، وكيف كان يعرف الأخيار من الأشرار ولأنه كان على معرفة  بجميع رجاله فقد اختار الشخص المناسب للمكان المناسب وتجنب وضع شمعة مربعة الشكل في ثقب مستدير . إن مشكلة الرجل المناسب في المكان المناسب مشكلة مستعصية في العديد من دول العالم الثالث كأن تضع محام في منصب وزير الطاقة أو طبيب في منصب وزير الري وهكذا . لقد تعلم لي كوان يو  أن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو حجر الأساس في تحويل سنغافورة لدولة عظيمة .

الريادة في نظام الجدارة القيادية :

لقد عمل القادة المؤسسون للنظام الإداري السنغافوري على تأسيس نظام الجدارة القيادية حيث تفوض المسؤوليات لأشخاص يمتازون بالأخلاق العالية  والمعرفة الجيدة وصارت الجدارة القيادية هي الأساس في التعيين في الوظيفة العامة . يقول لي كوان يو   في هذا السياق : ” تحتاج القيادة السياسية القوية إلى خدمة مدنية فعالة وحيادية ونزيهة . يجب تعيين الموظفين وترقيتهم بشكل كامل على أساس الجدارة القيادية وعليهم أن يمتلكوا نفس فلسفة بناء الدولة ويعملوا لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والسياسية والمعرفية والاجتماعية ويجب أن يتقاضوا رواتب كافية حتى يتمكنوا من مقاومة الاغراءات والرشى . يجب أن تكون لجنة الخدمة العامة محايدة وقادرة على تقييم الشخصية القيادية ، كما يجب تقديم المنح الدراسية لأفضل المرشحين وبالتالي تنجذب أفضل المواهب في البلاد نحو الخدمة العامة وتعمل على خلق مجتمع عادل.” وفي الصفحة 27 من الكتاب يقول لي كوان يو : ” سواء كان والدك وزيرا أو مصرفيا أو خبيرا محترفا أو عاملا عاديا أو سائق سيارة أجرة أو بائعا متجولا ، فإن موقعك وموقفك يعتمد فقط على أدائك وحدك في العمل ” .

اعتماد المبدأ البراغماتي ” الكلام القليل والعمل الكثير ” :

يجب أن يكون القائد قادرا على اختيار الأشخاص العمليين الذين يتحدثون قليلا ويعملون كثيرا ، لأن هذا النوع من الموظفين يحقق النتائج الجيدة .  وربما كان هذا هو سبب نجاح القادة هو نظرتهم المستقبلية  وتكوينهم البراغماتي ورغبتهم في العمل وقدرتهم على التعلم من تجارب البلدان الأخرى . يقول كوه كينغ سوي:”بغض النظر عن المشكلة التي تواجهها سنغافورة كدولة.  هي الدولة الأكثر واقعية في العالم بسبب قدرتها الكبيرة وتواضعها في نسخ الحلول من جميع البلدان الأخرى. وربما كان هذا هو السبب الذي يكمن خلف تعلم الدكتور كوه كينغ سوي من التجربة اليابانية  تعلما كبيرا لا يدانيه تعلم مع تحويل الأفكار اليابانية بما يتناسب والواقع المعاش في سنغافورة . لقد وضعت سنغافورة لنفسها منهجها الخاص  وخصصت برامج للتعليم العالي والتعليم الفني والمهني والنسوي  والتعليم التنفيذي في مدرسة لي كوان يو   لتعليم أفضل الممارسات وتطبيقها في سنغافورة .

بناء سياسة خارجية جيدة :

لقد فهم لي كوان يو حقيقة أن سنغافورة لا تستطيع تحمل أعباء العداء الخارجي لها بسبب صغر حجمها وتواضع قدراتها ، ولهذا السبب انتهج القادة السنغافوريون سياسة خارجية قوية جدا وعملية إلى حد بعيد . عندما خرجت القوات السنغافورية من ماليزيا ، بدأت الحرب الباردة  بين سنغافورة وجيرانها وظهر نوع من التوتر الداخلي بين القبائل المختلفة داخل البلاد  ، والأهم من ذلك كله هو أن سنغافورة أثناء الحرب الباردة مع ماليزيا والأوقات الحرجة  الداخلية كانت على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية  لكنها  في ذات الوقت لم تتجاهل الاتحاد السوفياتي . كان العقل المدبر للسياسة الخارجية السنغافورية السيد س راجاتنام حيث ألقى خطابا في الأمم المتحدة عام 1965 قال فيه  : ” نريد أن نعيش في سلام مع جيراننا لمجرد أننا نخسر الكثير معهم في الحرب . إن كل ما نطلبه وكل ما نريده من جيراننا هو أن يتركوننا لوحدنا. نحن نريد قيادة بلدنا بالطريقة التي يريدها شعبنا . ليس لدينا أدنى رغبة في التدخل في شؤون الدول الأخرى أو أن نقول لهم كيف يديرون شؤون بلادهم وبالمقابل نطلب من الدول الأخرى أن تكون ودودة معنا حتى لو لم تعجبهم الطريقة التي ندير بها بلادنا .” ولهذا السبب اختارت سنغافورة عدم الانحياز .

البدء بمشاريع الربح السريع:

لقد عمل لي كوان يو وفريقه بتركيز شديد للغاية . لقد بدأ الفريق بكسب ثقة الناس، وكانت الطريقة الوحيدة لكسب قلوب الناس هي القيام ببرامج سريعة الربح. المشاريع سريعة الربح مشاريع صغيرة لا تحتاج الكثير من الأموال ولكنها تحقق ربحا سريعا كمن يحفر الآبار الصغيرة في منطقة شحيحة المياه. كان الهدف من تنفيذ ودعم المشاريع ذات الربح السريع هو كسب ثقة الشعب بالحكومة  وخلق نوع من الإيمان بسلوكها. لقد عملت الحكومة على إدخال التحسينات الصغيرة على المشاريع القائمة لغاية تحقيق فوائد كبيرة . لقد أدركت قيادة سنغافورة أن المشاريع الصغيرة لها تأثير كبير على الحياة اليومية للناس وهي ضرورية لضمان حدوث التطوير والتحديث والتقدم بطريقة مجدية .

اعتماد الأمة على مواردها الذاتية :

لم تعتمد سنغافورة على المساعدات الخارجية في تحقيق أهدافها الانمائية. لقد اختار لي كوان يو أفراد طاقمه من المديرين التنفيذيين الوطنيين الذين يتطلعون نحو استثمار الموارد الداخلية في البلاد أكثر من التطلع نحو طلب المساعدات الخارجية. لقد أدرك  لي كوان يو أن نوايا المانحين الدوليين كان يكمن في تعزيز نفوذهم داخل البلاد وليس مساعدة الدولة المتلقية للمساعدات . يعترف جون بيركنز في كتابه “اضرب… اضرب.. يا رجل” أن جزءا كبيرا (حوالي 80%) من المساعدات الغربية يعود للمانحين بسرعة على شكل نفقات إدارية  ورسوم استثمارية وعقود شركات مسيطرة  للدول المانحة ويضرب مثالا على ذلك أنه في عام 1970 وحين ازدهرت صناعة النفط في الاكوادور ارتفع منسوب الفقر  في البلاد من 50% إلى 70% وارتفع الدين العام من 240 مليون دولار إلى 6 مليار دولار  وانخفضت حصة الموارد الوطنية من 20% إلى 6 % والاكوادور ليس استثناء من قائمة المساعدات الغربية التي تعاني من نفس المصير . وقد ارتفع دين دول العالم الثالث إلى أكثر من 2.5 تريليون دولار  وبلغت تكلفة خدمة الدين حوالي 375 مليار دولار  سنويا تعود للدول المانحة . وهذا المبلغ يفوق ما تنفقه دول العالم الثالث مجتمعة على قطاعي الصحة والتعليم وعشرين ضعف ما تحصل عليه الدول النامية من مساعدات خارجية .

لقد أدرك لي كوان يو وطاقمه أن على سنغافورة أن لا تثق بالمساعدات الخارجية وأن تعتمد على انتاجها الوطني المحلي وليس على التوريدات الخارجية . كما أنشأت سنغافورة مجلس التنمية المحلية الاقتصادية في عام 1961 لخلق فرص اقتصادية انتاجية وفرص عمل لشعب سنغافورة وللمساعدة في تكوين مستقبل سنغافورة الاقتصادي  وخلال مدة لم تتجاوز 45 عاما تحولت سنغافورة إلى دولة من دول العالم الأول.

المؤسسة السياسية توحد الشعب والأعراق والطوائف:

لقد اعتمد نجاح سنغافورة على سياسة شاملة  بشأن المجموعات العرقية الرئيسية في البلاد وهي الصينية والماليزية والهندية . وهناك أربع لغات  في البلاد هي الإنكليزية والماندرين والماليزية والتاميلية . يشعر السكان أنهم يأخذون فرصهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . يقول وزير الخارجية السنغافوري  أنه في مجتمع متعدد الأعراق ، يتعلم المرء سريعا الحقيقة التي تقول أنه لا يمكن لأحد أن يحتكر الحكمة وأن ثقافة المرء لا تخلو من العيوب مهما  تقدمت . وهذه الحقيقة لا تولد التسامح فقط بين الأعراق بل تولد الاستعداد الدائم للتعلم والاستفادة من حكمة الآخرين المتراكمة . في مجتمع متعدد الأعراق ، وفي حال لم يكن هناك  لغة مشتركة لا يستطيع السكان التواصل فيما بينهم ، وكان ذلك خلف جعل اللغة الانكليزية  اللغة الرسمية للبلاد . وقد اتجهت سنغافورة لجعل الإنكليزية لغتها الرسمية لأسباب برغماتية .”

تحديد الأهداف طويلة الأجل والتخطيط الاستراتيجي:

إن نجاح سنغافورة الاقتصادي والسياسي مدين لقادتها لي كوان يو  و س راجاتنام وكوه كينغ سوي الذين أمنوا بالتفكير الاستراتيجي طويل الأجل . ورغم أن سنغافورة وقعت مع ماليزيا اتفاقية التزود بالمياه لمدة مئة عام بدءا من عام 1961 إلا أن القادة السنغافوريين كانوا يعرفون أن ماليزيا يمكن أن تهددهم بالمياه في أية لحظة ولهذا السبب استثمروا في وسائل أخرى للحصول على المياه. يقول وزير البيئة والموارد المائية السنغافوري :” ستكون سنغافورة مستقلة مائيا عن اتفاقية عام 1961 وأن الحكومة تنفذ إجراءات فورية للاعتماد على مصادرها المستقبلية المستقلة . ”

الابتعاد عن التدابير الشعبية :

لقد تجنبت حكومة سنغافورة الاجراءات  الشعبية في إدارة شؤون البلاد . لقد عارضت الحكومة السنغافورية تأسيس دولة الرفاهية . ونظر القادة السنغافوريون إلى قوانين الرفاهية في السويد وبريطانية والدنمارك ناحية الرعاية الصحية والاجتماعية  ورأوا فيها نظاما موهنا لأن الحكومات في هذه المجتمعات تتولى مسؤولية رب الأسرة وبالتالي تضعف الحركة بين الناس  وتقوض الرفاهية  الاعتماد على الذات وصار الاعتماد على الحكومة بمثابة صدقة  تستمر مدى الحياة  وصار الناس يعتمدون على الدولة في تأمين احتياجاتهم الأساسية .

لقد فهم قادة سنغافورة أن نموذج دولة الرفاهية مرهق جدا للبلدان النامية ويقوض الانتاجية . وبالرغم من أن سنغافورة ليست دولة رفاهية فقد اهتمت برفاهية شعبها وأوجدت طرقا أخرى لتعزيز الرفاهية مثل التعليم الشامل والرعاية الصحية الجيدة والاسكان العام بأسعار معقولة ووسائل النقل العام . لقد أنشأت الحكومة صندوق الادخار المركزي وهو صندوق ادخار إجباري يساهم فيه المواطنون وأرباب العمل تلقائيا ويتلقى الجميع رواتبهم من هذا الصندوق كل شهر ويمكن استخدام الأموال لشراء منزل أو لتغطية النفقات الطبية . يوجد في سنغافورة أيضا نقابات برغماتية تتعاون مع الحكومة وأرباب العمل في نظام ثلاثي جلب الفوائد للعمال والحكومة وأصحاب العمل على أساس أن السلام الصناعي يخلق الثقة  ويزيد الاستثمارات الأجنبية وعندما يحقق أرباب العمل معدلات عائد أعلى من رأس المال يتم تقاسم الأرباح. ”

طرائف من سنغافورة:

  • لا يُسمح للمقيمين في سنغافورة بامتلاك القطط كحيوانات أليفة بسبب سقوط فرائها والتبول في الأماكن العامة إذا ما تجولت. و يُسمح باقتناء الكلاب بشرط الحصول على ترخيص مسبق . وهذا القانون لا ينطبق على المقيمين في وحدات سكنية خاصة.
  • في سنغافورة، من غير القانوني للمجموعات التي تضم أكثر من 3 أشخاص التجمع بعد الساعة 10 مساءً في مكان عام. قد يبدو الأمر غريبا لكن الحكومة ترى ذلك طريقة لضمان عدم حدوث تجمعات غير قانونية، مما قد يعطل السلام والاستقرار في البلاد.
  • حظرت الحكومة السنغافورية حمل فاكهة الدوريان ذات الرائحة القوية بالأماكن العامة وفي وسائل المواصلات العامة مثل الحافلات والقطارات.
  • من غير القانوني في سنغافورة امتلاك أو الاتجار بسلالات غريبة من الحيوانات كالزواحف أو البرمائيات دون ترخيص مسبق. وتم فرض هذا القانون لحماية النظام البيئي والتنوع البيولوجي.
  • تم حظر الشيشة ( النرجيلة ) رسميًا في البلد سنة 2016، مع منع وجودها في المطاعم أو المقاهي والصالات الشعبية. لكن يُمكن العثور عليها في بعض الأحياء الخاصة والمناطق الشعبية مثل شارع العرب.
  • حافظت سنغافورة على موقفها من التدخين بشكلٍ عام سواء كانت السجائر عادية أو إلكترونية ، بمنعها وحظرها في البلد، بحجة أن السجائر الإلكترونية قد تُسبب الإدمان لغير المدخنين على التبغ. ومنذ عام 2011، يتم تغريم أي شخص يستورد أو يُوزع السجائر الإلكترونية بمبلغ 5000 دولار .
  • منذ عام 1970، تم حظر الألعاب النارية في سنغافورة بعد أن تسببت مفرقعات باندلاع حريق ضخم أدى إلى سقوط ضحايا بين السكان المحليين. ويُمكن للسنغافوريين استعمال الألعاب النارية في الأعياد فقط.
  • من أكثر المحظورات في سنغافورة، هو مضغ العلكة. فقد اتخذت البلد سياسة صارمة تجاه مضغ العلكة وحظرتها في عام 2004، ما لم يكن استعمالها لأغراض طبية (مثل علكة النيكوتين). وفي حال وجد الشخص متلبسا بمضغ العلكة العادية يغرم بمبلغ 100 ألف دولار سنغافوري.
  • يتم استخدام نظارات الواقع المُعزّز خلال العمل في الممرات الملاحية للمطارات لتمد طاقم العمل بالمطار بالتعليمات.على سبيل المثال، يُمكن لطاقم العمل الذي يقوم بتحميل البضائع والأمتعة على متن طائرة رؤية وفحص “رمز الاستجابة السريع” الموجود على تلك البضائع أو حاويات الأمتعة، ومن خلال النظارات يمكنه على الفور عرض التفاصيل الخاصة بها من وزن ، ورقم التسلسل والمكان الذي ينبغي أن توضع به داخل الطائرة. كما أن الكاميرات المثبتة في النظارات تسمح أيضاً لطاقم مركز التحكم برؤية ومراقبة ما يراه الملاحون الأرضيون في الوقت نفسه.
  • على الرغم من الثروة الكبيرة التي تمتلكها سنغافورة، الا أن العقارات لا تزال أثمن الأشياء في الدولة ، حتى أن القبور لا يمكن امتلاكها ، فلا يمكن للميت البقاء في قبره أكثر من 15 عاماً ، ويعود ذلك الى قرار صدر عام 1998 حيث أصدرت الحكومة قانونا ينص على أنه لا يسمح للمقيمين شراء قطع من المقبرة ، ولكن بدلاً من ذلك يمكنهم استئجار القطعة من الحكومة لمدة أقصاها 15 عاما ليس أكثر . وبالفعل تم تطبيق هذا القانون منذ اطلاقه حتى الآن ، وبشكل روتيني يتم افراغ المقابر من الأموات لإفساح المجال للأبراج الجديدة والطرق السريعة ومراكز التسوق ، وفي بعض الأحيان يتم بناء بلدات كاملة فوق أراضي المقابر.
  • امتثل موقع” فيسبوك” لقانون سنغافوري مثير للجدل يحظر نشر “أخبار مزيفة”، عبر الإنترنت من خلال إضافة إشعار تصحيح إلى منشور، بثه مستخدم واعترضت عليها الحكومة. ويحمل المنشور المشار إليه عبر موقع “ستيتس تايمز ريفيو” إشعارا اعتبارا من اليوم السبت يقول: “موقع فيسبوك ملزم قانونيا بإخبارك أن حكومة سنغافورة تقول: إن هذا المنشور يحتوي على معلومات خاطئة. وبحسب تقارير إعلامية، هناك مدون أسترالي مسؤول عن المدونة الإخبارية التي تنتقد الحكومة، وطلبت السلطات المسؤولة في سنغافورة من المدون أن يصحح المنشور الذي تعتبره غير صحيح، وبعد عدم تنفيذ المدون للطلب، ترددت مزاعم أن السلطات طالبت فيسبوك بإضافة إشعار التصحيح.  يذكر أن البرلمان السنغافوري أقر قانون “الحماية من الأخطاء والتلاعب عبر الإنترنت”.

 

استنتاج :

من الواضح من التجربة السنغافورية أن قادة البلاد تمتعوا بالصدق الشديد في إدارة شؤون الدولة  . لقد تعامل الآباء المؤسسون لسنغافورة بشفافية وصدق وكانوا يؤمنون بالإنسان السنغافوري والسياسات العامة للدولة . لقد أدرك قادة سنغافورة أن توطين المبادئ وتكييفها مع الواقع أساس النجاح  في المشاريع والرؤى والخدمات. لكل بلد من البلدان تجربته الخاصة في النهوض .

 

المراجع:


The Singapore Story: Memoirs of Lee Kuan Yew 1998
From Third World to First: The Singapore Story – 1965-2000,2000.

Passion Made Possible – Visit Singapore … – Visit Singapore, www.visitsingapore.com › …

6 Books You Must Read Before You Visit Singapore , theculturetrip.com › Singapore › Books

10 Amazing Books about Singapore – The Bamboo Traveler , thebambootraveler.com › books-about-singapore

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman