الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / ذكريات شارع مهجور / وليد المسعودي

ذكريات شارع مهجور / وليد المسعودي

ذكريات شارع مهجور

 

-1-

في الصف الأول

وأنت تجلسين

في نهاية قلبي

تعلمت كيف أهب

النظرات له إليك

بعيون مفتوحة نجومها

حتى يتدفق الضحك

في شرايينه

وتنساب الأنهار

في الكلمات والقصائد

-2-

في الصف الثاني

دربت فمي على الابتسامة

في عينيك كل صباح

حتى تعلم الرقص

مع الضحكات مرددا

جميع أغنيات العشق

-3-

في الصف الثالث

مشيت مع اسمك

مكتوبا على الأرصفة

ومحفورا في ممرات

مدرستنا التي تحولت

إلى حديقة تهدي الياسمين

كلما تنفست طلتك إليها

-4-

في الصف الرابع

وجدتك تجلسين معي

في رحلة واحدة

تصلي بيننا الضحكات

وتجرب حضها الكلمات

لأول مرة

قلبك الأبيض يعرف

أنني محجوز في نطق اسمك

حتى فتحت لي السجن

في أغنية ” كيف حالك “

-5-

في الصف الخامس

أصبحت غنيا

في مداعبة الأغنيات

التي يلتقطها قلبي من فمك

حتى وصل الحال

إلى السماح لأنفي

أن يغازل الجنة في جدائلك

فوجدتها مليئة بالسكينة

وراحة البال

-6-

في الصف السادس

قطعت أشواقا من العشق

كل همسة من فمك

ترفعني وتغرقني

في نهر ” أحبك “

ومع ذلك لا أغرق

إلا في شفتيك

-7-

وبعدها

تسربنا من الفرح

لم أعد ألمح ظلك

وجدت الله حزينا

على أكثر مني

وجدت المطر

يفرك يديه حسرة

لأن الريح قد أخذتك

إلى مدرسة أخرى

إلى مدينة أخرى

لا تركض خلفك قدمي

لا يتنفس هوائي عطرك

الغيوم تلثم قلبي

كلما نودي بين الناس اسمك

حتى تحول شيئا فشيئا

إلى شارع مقفر ومعزول

عن الضحكات

-8-

تمر السنوات

وقلبي مندثر

في جامعة انتظارك

ها أنت تصلين إليه

محجبة جميع الأغنيات

التي كانت ترافق ظلك

هل تعرفين الشارع

الموجوع بالنسيان

من ظل يحفظ اسمك

خطواتك، آثار جدائلك

في الهواء

وهذه الممرات السعيدة

للقبلات بيننا

من سرقت من الوشاة

لحظاتها

هل تعرفين نجومها المضيئة

في وجوهنا

محجبة هي الأصوات أيضا

لبست في ثغرها

عقد النهاية

وارتدت رمز الوداع

بل أقول أجبرتني على الوداع

ليترك القلب لها

إيماءة حزينة معلقة

في الهواء

عنوانها مع السلامة

مع السلامة.

 

 

بقلم: وليد المسعودي

 

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

واحة الفكر Mêrga raman