الرئيسية / إبداعات / طائرٌ …. وحصاةْ / سعدي عبد الكريم

طائرٌ …. وحصاةْ / سعدي عبد الكريم

طائرٌ .. وحصاةْ

 

 

يستعيرُ الصبح من مآقيكِ

النَّدَى! …

ومن محاجركِ يستجدي الليل

النَّجْوَى! …

البداياتُ واهيةٌ

والنهاياتُ معتمةٌ

وأنا طائرٌ يَحملُ حصاةً

يرميها وسطَ البركةِ

لِيُحركَ رُكُوْدَها!

الملائكةُ لَمْ تَعُدْ تهبطُ الى الأرضِ

فزمنِ المعجزاتِ، والنبوءاتِ

اِنْتَهَى! …

والأساطيرُ، والبطولاتُ، والزعاماتُ

انكسر على حدودِ الرصيفِ بريقها

وَهَوى! …

اَعْتَكَفْتُ: مُنْذُ الليلةِ الماضيةِ

في حُجرةِ باردةٍ كالقبرِ

يَتحجرُ فيها الرملُ

ويصمتُ الليلُ

ويموتُ النخلُ

وتَتَواردُ فيها ذكرياتُ العشقِ

والنَّوَى! …

باردةٌ صومعتي كالثلجِ

وخازنُ نارها

تستهويهُ اللعبة

يُمارسُ كلَّ طقوسِ التعذيبِ

والتهويلِ، والتقتيلِ، والتهجيرِ

في ذاكرتي!

والحجرةُ باردةٌ كالقبرِ

المدينةُ مرعوبةٌ

المدينةُ أسيــــرةٌ

المدينة نازفـــــةٌ

بعدما كانتْ جميلة

والفرقُ واضحٌ في مدينتي

بين الثرى

والثريا! …

صَعَدتْ فكرةُ الاعتراض إلى رأسي

وأطلقتُ كل عصافير الغبشةِ

نحو (ساحة التحرير) للاحتجاجِ

لكن (الحكومة) ارتأتْ

أن تقطعْ طريقَ المشاةِ

من الجسرِ …

الى الجسرِ …

حتى حدودَ الرصيفِ

القصوى! …

ودجلةَ لم يَعُدْ يَفيضُ كالسابقِ

هادئ كالنجمِ هو الفراتُ

لأنه! …

من ألفِ عامٍ ونَيفٍ

أَرتكبَ جريمته النكراءْ

في قلبِ الرمضاءْ

ونجا! ..

 

 

بقلم: سعدي عبد الكريم

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman