الرئيسية / قصة / طريق النحل/ بقلم: سناء الداوود

طريق النحل/ بقلم: سناء الداوود

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

طريق النحل/ بقلم: سناء الداوود

……………….

وقفت بانتظارك طويلًا، وأنا أرتدي الأسود بدلًا من البنفسجي، كنت تقف بجانبي على الموقف. أتذكر كم ضحكنا حينما اكتشفنا بعضنا، ونحن متفقان مسبقًا على لون آخر.

(أهلًا بك)

لقد اشتريت لك بعض الكتب وبقيت الفواتير، عليك أن تجرب المغامرة وتدخل الزحام بين الطلبة للتحول إلى عجينة وتخبز من جديد.

*                                            *

تتالت زياراتك حتى صار صباح الجمعة مخصصًا لرفقتك.

كان لا بد لنا من زراعة حديقة مشتركة بيننا؛ حتى صارت غابة!

نعم يا صديقي؛ يا عزيز قلبي، غابة متفردة لا تشبه تلك الحديقة الواسعة بأشجارها ونوافيرها الضخمة لا حتى بصورنا فيها وضحكاتنا.

*                                            *

من بين الكتب المنسية، وأفواج الذكريات والغبار، يصدر أنين بعيد وصدى موسيقى: طريق النحل…

تتساءل الجدران عن مصدر صوت فيروز، من أي كتاب نهضت تلك النغمات!؟

أتذكر؟؟؟

خط يدي محفور على زاوية ورقة في كتابك، وصوتي محفور بأن ستتذكرني بينما تسمع هذه الأغنية، وأنت تقف على باب بيت أهلك وقد صرت ناجحًا في حياتك.

أذكر ابتسامتك المخفية..

وعينيك الغائرتين في وجه التساؤلات وجدوى الأجوبة القليلة الممكنة مع هذا الواقع الغريب وحاجبيك المقرونين كجناحين يحلمان بالتحليق..

كنت سعيدة بك، بلقائي بالصديق المميز تحت أوراق الخريف ونسمة الصباح الباردة في مدينة الحزن الجميل.

*                                                *

ذات يوم، دخلت بيتكم بالصدفة وبفرحة غامرة لرؤيتك والحديث معك بضحكتك وعتبك..

قلت: أنك تركتَ الجامعة!!!وستعمل في عمل آخر وأنني ربما سألومك كالآخرين!

أجبتك: لا يا صديقي الجميل، إنه باب رزق والله الموفق.

 

كان آخر حديث لنا …

وأخذتني حياتي بطريق مختلف..

لكنني عدتُ بعد سبع سنوات بنية الفرح الذي انتظرته طويلًا، وقلت لنفسي أخيرًا سأراك وسأرقص في حفل زفافكَ وبحضور كل الأصدقاء.

جمع القدر كل عتبكَ على الحياة وصفعنا به على أرواحنا وقلوبنا…

لقد استشهدت.َ

*                                                       *

#سناء الداوود

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

واحة الفكر Mêrga raman