الرئيسية / مقالات / غوص في أعماق الذكريات / بقلم: خديجة بن عادل

غوص في أعماق الذكريات / بقلم: خديجة بن عادل

غوص في أعماق الذكريات / بقلم: خديجة بن عادل

ـــــــــــــــــــ

أمقيم الإنسان أم مسافر حقائب فكره وقلبه دائماً ملأى بالذكريات والصور، حلٌ وترحال، نجاح مرغوب، وكدح مستدام، حلو وحامض، حرٌّ وقر، اكتواء جراح ودفء مشاعر؛

تأجج مشاعر تريد أن تصبح حقيقة واقع.

لا تهدأ تلك الارتعاشات ولا اضطرابات القلب بين خوفٍ ساكن وقلق مخبوء،

في ردهات الحياة غسق، وشفق، تحركه انفعالات الرجاء وتلك الأحاسيس الخجولة.. وهو معلق بمنتصف المسافة؛ حيث إنَّ العمر صراعاً أزلياً بين ذاك الطفل الصغير والرجل الكبير؛ تصادم وتجاذب، تناحر، وتنافر.. تلك الاحتدامات داخل نفس المرء تثمر  خطى مهرولةً… بإتجاه النهاية صوتاً وصورة، بصحبة دمعة وضحكة، وهو مقيداً بسلاسل قدره محاصرًا أينما ولَّى وجهه، بذاكرة محملة قيح الكبوات والكوابيس المفزعة الكسولة التي تستوطن معالم الروح كذاك اللهب الأزرق؛ بين جمال لونه ولسعة احتراقه يقيم القلم ويكتب العجب.  كمياء الشوق بين نور الهوى، ولهب الفقد تصنع في فلك الوجدان مزيجاً روحانياً أيقن أنَّ الدفء أضعف الصدق؛ فما أجمل وأجلّ الخيال الذي يرسم حاضرنا قطرات ودق تبلل حريق الظمأ…

إنَّ كلمات الشاعر كائنات ناطقة تارةً تكون ثورة غضب جامحة، وأخرى هادئة كحلم أول لقاء.

الذاكرة المحشوة بالصور الأليمة والصراعات منذ الطفولة تخلق في عقل الإنسان شخصيته إمَّا بالنماء متحدياً، ممتطياً صهوة الحياة وهو في توق مهيب  لأبعد نقطة في الأفق!

يشقُّ خفقة الضلوع ببراءة الماء والتراب.

وإمَّا بالتقهقر فيجد نفسه صريع طاقة سلبية تجذبه نحو القاع السحيق!

الشاعر والكاتب فينا كالبحر من أي موضع أو نقطة تذوقت نبض حرفه ستجده حتماً مالحاً، أبجديات عذب جراحه خيال مجداف يتحرى الوصول به لبر الامان زاهداً، راحلاً قلباً وعقلا.. فمن مفارقات الحياة العجيبة الغريبة، تفعيل الصور بعقلانية من أجل الوصول للنجاح.

الكاتب فينا يعتبر القلم رئة ثالثة تعيد توازنه المحمود، وانسجامه المفقود

يرتب أفكاره؛ يعيد فرز أوراقه، يكنس من عقله الذكريات المحشوة بالألم

ويستبدلها ويخلق صور وذكريات جديدة ستنطق مكنونات وجدانه ولو خيالاً !

من رحمة الإله أنه خلق لنا الخيال كمحرك رئيس يعيد نبضات القلب للعمل إن اختل التوازن بين صراعات الفقد والألم مع سحر التفاؤل والأمل.

 

في الحضور أم الغياب يبقى الرواء سقفاً تزهر فيه زنابق الروح العطشة

وتعطّر النفس بقطرة.

 

الكاتبة الشاعرة الجزائرية خديجة بن عادل – فرنسا

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman