الرئيسية / إبداعات / كوثر وهبي/ فرحٌ حزين

كوثر وهبي/ فرحٌ حزين

بقلم: كوثر وهبي

فرحٌ حزين

سنواتٌ عبرت ليلها الضليل
في الذاكرة،تزدحمُ الخبايا ..
كان يبدو لها مهشماً تماماً
كمرآةٍ تصدعت إثر رعشةِ حرب
كجبلٍ تشقق بعدَ هزةٍ عنيفة
كان يبدو مسّوداً وغائماً
كليلٍ شتائيٍّ طويل ..
حزنها الفائضُ عن وجع السطور
وجهها الكالحُ كعتمةٍ
في سراديب الكهوف
في كل صباحٍ .. تحاول تجميعه
تلملمُ نثاره ، المبعثرة
في أرجاء القلب
تلصقُ تفاصيله كصورةٍ ممزقةٍ
في إطارٍ من شرايين تالفة
تجوبُ النهار بهِ بصمتِ مقبرة
تذوي بلا صوتٍ .. بلا دمعٍ
كزنبقةٍ في حقلٍ
ينهشههُ عطشُ السواقي ..
تغرقُ في عَرَقِ الزجاجِ
السائل خلف المطر
في الليل ..
تأوي وحيدةً لحزنها
تتمددُ كشبحٍ فوق السرير
يتمدَّدُ التعبَ بقربها ..
كسكةٍ عبرتْ هجير السفر ..
تُفككُ قسماتِ وجهها الغائمَ
توزِّعها على مداراتِ
الألم الراعفِ منها
تُلقي به أخيراً ، في عتمةِ قلبها
يتهشَّمُ ، يتناثرُ .. رأسُها الثقيل
كصخرةٍ تدحرجت
من قمةِ جبل ..
كان يبدو مهشماً ..
ظلَّ يبدو مهشماً.

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman