الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / لاهِثٌ زحفُ الضّباب/بقلم: صالح أحمد (كناعنه)

لاهِثٌ زحفُ الضّباب/بقلم: صالح أحمد (كناعنه)

 

 

 

 

 

 

 

 

لاهِثٌ زحفُ الضّباب

بقلم: صالح أحمد (كناعنه)

ــــــــــــــــــــــــــ

حين تَقودُنا النُّعوش…

وتَنتابُنا الأضرِحَة

لن تَعودَ نهاياتُنا واضِحَة

كُلٌّ سيمضي ليُغازِلَ كارِثَةَ أنطِفائه

وينتَصبُ الطُّموحُ الخائِنُ بلا جُمجُمَة

والعمرُ لِهاثٌ يتَصاعَد..

يأوي إلى فراغِ..

الأملِ بالعُبورِ في ظِلِّ انطفاءِ الشّمس

كذبةُ النّائِمِ على نَفسِهِ

وخدعَةُ الرّمادِ للرّماد

حينَ تَضِلُّ الهَزيمَةُ طَريقَها..

ولا تَصِلُ إلى فِراشِ المُلوك

ويَتمَسَّكُ القائدُ الفَذُّ بِرَباطَةِ جأشِه..

ولا يتنازَلُ عَن حُلُمِ الخُلود

***

لاهِثٌ زَحفُ الضّبابِ الموغِلِ فينا

وعصافيرُ الشّوارِعِ تلتَقِطُ البَسمَةَ مِن مَهدِ الرّجاء

والزَّمَنُ المُتواري فينا

يُضَيِّق عَلينا مَسارِبَ النّورِ.. ومنافِذَ النّدى

يَترُكُنا نَزحَفُ نحوَ مَراثينا القادِمَة

نُلهِمُها حماسَتَنا… أملًا باستِعادَةِ المَوتى مَواقِعَهم

وقد نَهَضوا في فُسحَةِ الغَيمِ.. بَطريقَةٍ فُضوليَّة.

يقنعونَ أنثى الصّمتِ بالكَفِّ عَن عَرضِها أردِيَةِ الرّبيعِ للمُزايَدَة

***

خاسِرٌ مَن لَم يُجَرِّب عُقدَةَ النّدَم

حينَ تُوافي اللّحظَةَ المُباغِتَة

تلكَ التي تَتَشَقَّقُ فيها الصّدور

لتُنذِرَ القلوبَ العامِرةَ بالرَّعشَةِ بالاحتِراق..

***

أيّها الجَبَلُ المُصابُ بداءِ الشّقيقَة!

كلُّ الذين حاوَلوا النَّيلَ مِن رَأسِكَ..

عادوا يَهدُرونَ الوقت

هاهُم يَتَصَدّقونَ بثِيابِ موتاهُم على قَوافِلِ الفَراغِ العابِرَة

يَستَغشونَ غُبارَ الماضي..

يُعَلّقونَ آمالَهم على مَحاريثِ العَدَم

***

لا يُزعِجُني صَفيرُكِ أيّتُها اللَّعثَمَةُ الزّاحِفَةُ إليّ

ها هُم كِبارُنا

قد أعادوا للحُشودِ وَقتَها المُقتَطَع

وقد اطمَأنوا إلى رَقدَةِ السِّرِّ في غَيابَةِ الجُبِّ..

وناموا…

والأساطيرُ كَم تَنشَطُ في خَيالِ النّائِمين

تَبُثُّ كَسادَ الجَسَدِ..

إكسيرَ التّخَلُّصِ مِن الإهانَة..

ولن يموتَ بَعدَها

إذا أصابَتهُ شَظيَّةٌ في الضّمير

 

 

::: صالح أحمد (كناعنة) :::

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

واحة الفكر Mêrga raman