الرئيسية / إبداعات / ليلٌ صاهِلُ الرّغَبات/ صالح أحمد (كناعنة)

ليلٌ صاهِلُ الرّغَبات/ صالح أحمد (كناعنة)

ليلٌ صاهِلُ الرّغَبات

 

لم يَبقَ من لونِ السّدى ما تَشتَهيهِ ظُنونُنا

خُذني إلى ظِلّي أيا عُمرًا تَخَطّاني إلى فوضى مَلامِحِهِ…

مَضى صَمتًا،

وباتَ مُكَفَّنًا بتساؤُلِ المسكونِ بالأوجاعِ،

والمَنفِيِّ في عُرفِ التّصَحُّرِ ذاهِلًا..

تتقاذّفُ الأهواءُ غُربَةَ حُلمِهِ،

وهشاشَةُ المَنظورِ تَستَولي على فوضى غَرائِزِهِ،

ويُلجِمُهُ الرّدى.

في الصّمتِ مُتَّسَعٌ لدَهرٍ مِن بَوارِقَ

مثلَ حدِّ الظُّلمَةِ الصّمّاءِ؛

تَحضُنُ صامِتَ الأشواقِ في دوّامَةِ الوجدِ المُؤَجَّلِ؛

في جُنونِ اللّهفَةِ العَذراءِ في رَحِمِ المَدى..

صَمتًا سيَكتُبُنا تلاحُمُنا العصِيُّ رؤى يَمامَة

هَدَلت ليُنبِتَ نَرجِسُ الأشواقِ في دَمِنا هيامَه

 

وعلى تَضاريسِ التّأمُّلِ يستَفيقُ الشَّوقُ فينا

ويصيحُ: كوني يا صَبابَةُ أضلُعي، أو فاسكُنينا

 

واللّيلُ يأتي صاهِلَ الرّغَباتِ مقروحَ الشِّغاف

يأوي إليهِ ويَستحيلُ العمرُ رَعشَةَ إنخِطاف

 

ويصيرُ عمرُ الجُرحِ نَجماتِ المجاهيلِ السّحيقة

ترنو إليَّ وعَينُها بوّابَةُ الدُّلَجِ المُحيقَة

لا ليلَ في الليلِ الذي يأوي إلى صدري،

ويَترُكَ راعِشَ النّبضِ الحَزينِ مُكَبَّلًا بالبَردِ،

تَسكُنُهُ الظُّنونُ المُجفِلَة.

لم يَبقَ مما يشتَهيهِ الصَّمتُ إلا نَزفُنا،

نَوحُ المرايا،

ظِلُّنا الآوي إلى جُدُرِ الخَرابِ،

وُحُزنُ قُدّاسِ النّدى…

ما في النّهارِ هنا سوى شَمسٍ نَخافُ عُيونَها،

وصَدى لِهاثٍ غابَ في بَردِ القلوبِ،

وعادَ طقسًا لانصِهارِ الرّوحِ في أفقِ الغَرابَةِ؛

حينَ ينسَحِقُ النّهارُ بِذاتِهِ،

ليكونَ موتَ الذّاكِرَة.

أهدى الزّمانُ مواجِعي أفُقَ السّرابْ

فَزَعًا، وصوتُ الوَهمِ يخنُقُهُ الضّبابْ

 

وكَهارِبٍ مِن دَفقَةِ الغَضَبِ انطَفى

لوني، وأسلَمني الغِيابُ إلى غِياب

 

ما في اختِلاطِ هَواجِسِ المَكروبِ مِن

لُغَةٍ، ولا لضَراعَةِ النّائي جَواب

 

نبضي وَريدُكَ حينَ تَقحَمُني الرّؤى

ويغيبُ عَن زَمنِ السّدى فَصلُ الإياب

 

اثبُت، وثَبِّتنني على عِشقِ الصّفا

يُسقى رحيقَ المَجدِ مَن رَكِبَ الصِّعاب

 

 

 

 

بقلم: صالح أحمد (كناعنة)/ فلسطين

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

واحة الفكر Mêrga raman