الرئيسية / تقارير وإعلانات / مركز عناية .. بالمغرب يحتفي بالشاعر والإعلامي محمد بشكار

مركز عناية .. بالمغرب يحتفي بالشاعر والإعلامي محمد بشكار

 

 

 

 

 

 

 

 

مركز عناية يحتفي بالشاعر والإعلامي محمد بشكار:

احتفاء بشاعر…احتفاء بتجربة شعر ووطن

مراكش / خاص:

شهدت القاعة الكبرى للمجلس البلدي بشارع محمد الخامس، بمراكش ـ المغرب يوم السبت 22 يونيو 2019، احتفاء مركز عناية بمراكش بالشعر عبر شاعر، احتفاء بأصواتنا الداخلية القصوى، عبر احتفاء بإعلامي أتكأ على وجع الكلمات لينسج بمعيتنا أفق يوم صفي بهي من أيام الحمراء..
احتفى “مركز عناية” بدقته في اختيار المحتفى به، الأستاذ الشاعر محمد بشكار، وبدقته في اختيار مكان الاحتفاء :القصر البلدي المقابل للمعلمة المراكشية الغناء عرصة مولاي عبد السلام ،و بعنايته المائزة للأعزاء الضيوف الذين أثثوا بشموخ الأصفياء هذا اللقاء، فازداد معهم منسوب الفرح، في بهجة الحمراء، وانساقت الأفئدة لزهو الشعر ولصوت الشاعر.
كم كان الشعر ذاك اليوم، ماكرا مشاكسا ومطواعا فتح شهيتنا بدون قيد أو شرط على كون من الكلمات..
هي سطوة الشعر في زمن جفت فيه الينابيع الندية وصار ليل الشعراء في الوطن كنهارهم ،كل منهما يغني على ليلاه الضائعة بين إهمال وجحود.
احتفاء مركز” عناية” بالشاعر محمد بشكار، وبالأساتذة الباحث الناقد: د حسن الموذن، د. الشاعر مصطفى غلمان كمسير للجلسة و الأستاذ المؤرخ و الروائي عزيز آيت بنصالح و د. محمد تنفو و د. رشيد منسوم و الأستاذ الشاعر جمال وبالموسيقى المتمخضة من آلة العود بأنامل الفنان الشاب فؤاد بنلقايد ،هو احتفاء بتجربة وطن و شعر له القدرة على إخراجنا من محاريب الموت والوجع والمرض يرغمنا بجبروته المخملي أن نأتيه على كل ضامر وغابر وظاهر نأتيه، لنحتفي في نهاية المطاف بذواتنا الموزعة على منصات الحلم وعوالم الكتابة : بيضاء أو زرقاء، وعلى كل ما جادت به ألوان طيفنا الشعري المغربي.

يعرف ابن طباطبا العلوي ت(322ه) الشعر في كتابه عيار الشعر بقوله: ” الشعر أسعدك الله كلام منظوم بائن عن المنثور الذي يستعمله الناس في مخاطباتهم، بما خصّ به من النظم الذي إن عدل عن جهته، مجّته الأسماع وفسد على الذوق، ونظمه معلوم محمود فمن صحّ طبعه، وذوقه، لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه”

فهل الشعر الذي تضاربت حوله الآراء وخاضت حوله المدارس النقدية العربية القديمة والحديثة وتصارعت حوله المذاهب والفرق هو هذا الشعر التواق إلى التجلي، بل هل هو الشعر الذي نحتفي به اليوم، والممثل لجيل أسره البحث والحب والتأسيس والوطن؟

هل هو هذا الشعر الذي يمشي الهوينى بين أفئدة الناس يقتات من مراراتهم ويتسوق من مرجعياتهم ومفاهيمهم ويبني صروحه من أسئلة الذات والحلم؟

إن الشعر الذي نكتشف نواحيه السردية والتاريخية والبنائية كما أوردها في لقائنا اليوم النقاد الباحثون هو

هو تجربة شعرية لوطن ينتظر أن يداهم الشعراء صمته.

 انه شعر بحياة مزدوجة، !!

الحياة الأولى: حياة من كلمات تكبر في اتساقها، وصورها، وعوالم استعاراتها، وحياة ثانية تنضح بهموم الناس تخرج الجميع من غبش القوالب والمدارس والنظريات إلى مدارات المحك ووجع التجربة.

الشعر مع محمد بشكار ومن جايله من الشعراء هو امتطاء صارخ لصهوة الكتابة على مطايا البوح المعلن، بعد أن كانت بوحا عميقا حَيِياٌ خجولا مع المجاطي والسرغيني وراجع..

احتفاء بالشاعر، هو احتفاء بكل من راهن على الشعر وتلحف سنواته القاتمة، من أجل سنوات إِزهاره القادمة،

هو احتفاء بكل الشعراء الذين عبَّروا وعبروا في صمت عن وطن يراهن على الموت رغبة في حياة أفضل.

هو انتصار للشعر المالك وحده لسطوة تغيير الحياة بصدق: فهو كما يرى بورخيس “نهر هرقليطس المتغير” ونراه النهر الذي لا تستحم فيه الروح والحزن والكلمات مرتين!

هكذا تأتي تجربة بشكار في سياق فكري وثابت إبداعي، تطريزا للمشهد الشعري المسنود بما يفرزه المشهد الإعلامي المغربي من إمكانيات ذاتية وأخرى موضوعية، للاقتراب من الذات في تعالقها مع الآخر من جهة، وفي تعايشها مع واقع يجب أن يعاش في وطن يراوَد فينا العشق عن نفسه.

الاحتفاء بمحمد بشكار، هو احتفاء بملائكة ترف حول الكلمات، تحملها بحنو تغمسها في مدامع البسطاء تلونها بالإصرار نكاية في الحزن، تضعها على رفوف الانتظار صرخة قادمة من المستقبل، مغروسة في رحم نص يولد في زغاريد الوطن.

“كلي كهوف

وكل مجالي هذي النبوءات تسكب في

وأعرف أن بأغواري الجسدية

وحش بعينيه جمر التربص”\محمد بشكار.

مهلا ايها الشاعر:

الصغار سيكبرون

والشعر لن يشيخ ابدا

الينابيع الجافة جدا ستسقى من فرح الزنابق

وستزهر يقينا

فاطمة الزهراء اشهيبة/ عضو المكتب التنفيذي لمركز عناية

مراكش 22 يونيو 2019

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman