مشاهد لامرأة عاشقة / بقلم: رنيم أبو خضير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشهد … 1
في الصباح تفتح مرآتي عينيها
على طلتي
أنا وجه الوردة الذابلة
الشجرة التي عشقها الخريف
والسنونو التي أغواها الثعلب
والفراشة التي احترقت من اللحاق
بضوء الشمعة
صباحي المتجدد الشيخوخة
الذي لا يموت
كفلسطين التي تجاهد لتبقى
والعراق
الصامدة على رجل واحدة
من الهرم
وسوريا التي تمشي على عكاز
الثورة
وجهي
المشروخ مثل منبع نهر
والمضمحل الحزن فيه مثل عمق محيط
المعتم والمرعب مثل وجه قلب
حبيبي
الرجل الملطخ بالكذب
والعهر
ودناءة النفس
لعاهرات يقبل أصابع أقدامهن
ليتشارك معهن عهره
وأنا التي يقبل الحب أيادي قلبي
ليزرروه
في المرآة
أرى وجهه
بلا ملامح
كشيطان
من نار
تفور منه نجاسة عاهرات المدينة
كذئب يحمل في وزره آثام العالم أجمع
من حب
مزعوم كهيكل سليمان
منزوع من قلبي
منتهي الصلاحية
أنا التي في أسوء الأحوال
الخطأ الفادح الذي يرتكبه الجميع
ومن ثم يركبون قارب النجاة مني
فيعودون
خائب كل منهم، من سوء ظنه
يرتجفون
تصفعهم رياح الغضب
العاتية
من قلبي
بلا رحمة
بصوت واحد:
!”البعد عنكِ جحيم”
مشهد…2
الحب الذي يزن كون بأكمله
على المرآة تطل نافذة
على ملامح أرض جرداء
خاوية
وقلعة عظيمة محطمة
وصحراء عطشى أرضها
لارتواء لا ظمأ بعده
اقتحمتها سطوة السنة النيران
التي لا تشبع
من لمس أرض قلبي الجرداء.
مشهد…3
في المشهد
في آخر الطريق
وجدت نفسي
امرأة نفساء
ببهاء وجهي وشموخي
قبل أن أمرض بك
قبل أن أحمل وزر حبك في قلبي
وقبل أن ألدك
أغرق في نهر عكر
وأسماك تأكل من الجسد
الفاتن لقرب كل شيء
التعب، المرض، الحب،
والأسى
بكل شراهة تقضم أنيابها
ضعفي
بسلاسة
واستسلام
أصمد
في النهاية أهرب
عبر طريق مزروع بالخناجر
والسكاكين
عارية
بلا حذاء
بلا رداء
بلا قوة
يتدلى من بين أفخاذي
حبل سري
اعتلي طريق النسيان
بكامل جراحي
أسير
أنزف نفاس
بكل ما تبقى من جسدي
الذي التهمته أفواه أسماك النهر
عبر طريق النجاة
ذئب في وجه حبيبي
أعثر عليه
جائع
أحزن جدا
وأحن عليه كولدي
أقدم جسدي
بكل ترحيب
لجوع معدته الخاوية
أنا لا اختار شيئا
يفز في وجهي المتعبون
“بالسحبة”
ينزلقون بخفة
كلهم نحو قلبي
الحنون كأم رؤوم على فلذة الكبد
وثم أقف في الصباح بكامل ذنبي
وندوبي
أمام المرآة
بطهر الهواء
استحم من ذنب أمومتي في أثداء
التهمها الخريف
هرمة!
رنيم أبو خضير
