مها دعاس، شاعرة وكاتبة
المرأة العربية بين الألوهة والغواية/ بقلم: مها دعاس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
غالبا ما يتم تأطير المرأة داخل إطارات نمطية موروثة تنحصر ضمن إطار الألوهة “آلهة الخصب “، الغواية بما أنها أوحت لآدم بقضم التفاحة التي أنزلته من الجنة فلعبت دور الوسواس الخناس له أو الأمومة “الأرض” لدرجة التقديس بالرغم من أن كل الثدييات تلد والولادة ليست حكرا على أنثى الإنسان أو البشر وحتى الباكتيريا تتكاثر
لازالت تائهة صورتها بين هذه الرمزية “الجسدية ” التي تتجسد في الثقافة العربية وهذا يبدو جليا في الأدب العربي أو في السينما العربية على طريقة إما أن تكون “تحية كاريوكا أو أمينة رزق ” وكأنه لا خيار ثالث واقعي يسمو لحقيقة إنسانيتها بلا مبالغة أو مغالاة أو دون تأطيرها في إطار موروث غير واقعي وغير حقيقي بين “التقديس أو الغواية ”
لا هي آلهة ولا شيطانة، تلك الصورة النمطية تجعل قائمة ما يطلب منها لتبقى على مقاس النظرة المرسومة لها كربة للجمال والقداسة أكبر من مقدراتها، ما يجعلها في سعي دائم لإرضاء “المجتمع “بما يمنحها راحة قد تكون مؤقتة، بانتظار أن ينفجر بركان الغضب في داخلها أمام كل ما يتم تزييفه عنها من أجل الاستئثار بها والإبقاء على كونها “قارورة ” كما جاء في الثقافات الدينية والموروث الشعبي الذي يعتبر جسدها مخبأ شرفه …
لا حرية للرجل دون حريتها ولا حرية لها طالما هي ضحية قوانين تبيح قتلها دفاعا عن الشرف الذي إذا ما أراد رجل أن يسب قرينه أو يسيء له قال له: “يا ابن كذا ويا أختك كذا “إشارة إلى انتهاك شرفه المقدس في جسد أنثاه، وإذا ما أراد مديحها قال هي إمراه بمئة رجل، أي رفع قدرها إلى مصاف الرجال أو نعتها بأخت رجال، وهي كناية عن الشجاعة والشهامة وكأنها لا تنحصر هذه الصفات إلا بالرجال. في كل الأحوال هي كإنسانة حرة مستقلة غائبة أو مغيبة بين العرف والدين.
ما من رجل كامل إن لم يكن في داخله امرأة بكامل أنوثتها والأنوثة عطاء، رحمة، حنان، سكينة، لين وقوة، وما من امرأة كاملة إن لم يكن في داخلها رجل والرجولة شهامة، نخوة، أمان، نبل، شجاعة، حنان، احتواء واطمئنان …
