الرئيسية / قصة / بين ملجأ العامرية وفالنتاين يوم واحد/ بقلم: جمال حكمت عبيد

بين ملجأ العامرية وفالنتاين يوم واحد/ بقلم: جمال حكمت عبيد

 

 

 

 

 

 

بين ملجأ العامرية وفالنتاين يوم واحد/ بقلم: جمال حكمت عبيد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على أطلال ملجأ العامرية تملكه الخشوع ووقف سارحاً في خياله، كان يمسك بيده وردة حمراء حملها لذكرى حبيبته التي كانت له كتاباً مفتوحاً قرأه آلاف المرات، عاش معها أحلاما جميلة، كبرت معها آمالهما وحب الحياة، بشهادة مروج الحقل الزاهية، يركضان فيها حفاة الأقدام، يلعبان ويرقصان على أنغام الحب، يُقبّل شفتيها الناعمة ويذوبان في الحنان… يعرفان أن الله مسامح، فهو جميل يحب الجمال. وفي ذات ليلة سحرية، كان الأثنان يرسمان فيها وجه أحلامهما الوردية، وبينما كان القمر شاهداً عليهما يضيء وجهيهما؛ هجمت وحوش ضارية! اختفى فيها وجه القمر، وسادت حلكة الليل في المكان .. صوت صفارات الإنذار تعلن غارة جوية، هربت حبيبته إلى أقرب مكان يحميها، إلى ملجأ العامرية، حملت معها خوفها، ودفء أحلامها الوردية، لكن حصل مالم يكن في الحسبان: عصفٌ قوي ثم انفجار! صاروخ ضربته طائرة أمريكية، فتفحمت الأجساد في داخل المكان وتبخرت الأحلام، واحتجت الأرواح البريئة…

بعد وقفة صمته الطويلة انحنى، وضع وردة الحب الحمراء في المكان، ترحم لها وللأبرياء ورحل.

 

*في 13 شباط (فبراير) من العام 1991 قامت طائرتان أمريكية تحمل قنابل ذكية بقصف الملجأ رقم 25 في حي العامرية ببغداد والمحمي ضد الضربات الذرية والكيماوية وراح ضحية الضربة أكثر من 400 فرد ما بين طفل وامرأة وشيخ.

* 14 شباط (فبراير)عيد الحب (فالنتاين)*

 

جمال حكمت عبيد

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman